نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ١٤٢
ويذكر أبو حنيفة النعمان المغربي عددا من الآيات ويفسرها بالولاية ومنها قوله تعالى: ﴿يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك...﴾ (١) فيقول: انها نزلت بغدير خم حيث نص على علي بن أبي طالب (٢).
ثم يذكر النعمان المغربي أنه بعد أن عقد الرسول لعلي في غدير خم حسده من حسده فأنزل الله عليه: ﴿قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبر إن الله لا يهدي القوم الظالمين﴾ (٣).
ويقول النعمان المغربي: تأويل ذلك قل أرأيتم يا أصحاب محمد وحججه إن كان نصب هذا الوصي من عند الله بأمره وكفرتم به وسترتم منزلته... لما غاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (٤).
ويفسر قوله تعالى: ﴿ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها﴾ (٥) قال محمد صلى الله عليه وآله وسلم أفضل البيوت علي وبابه أفضل الأبواب الذي من دخله كان آمنا (٦).
ويذكر الطوسي في تفسيره الآية: ﴿يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر...﴾ (7) يقول: روى أصحابنا عن أبي جعفر (الباقر) وأبي عبد الله (الصادق) أنهم الأئمة من آل محمد فلذلك أوجب الله طاعتهم بالإطلاق كما أوجب طاعة رسوله وطاعة نفسه كذلك. ولا يجوز إيجاب طاعة أحد مطلقا إلا من كان معصوما مأمونا منه السهو والغلط وليس ذلك بحاصل في الأمراء ولا العلماء وإنما هو واجب في الأئمة الذين دلت الأدلة على عصمتهم وطهارتهم (8).

(١) سورة المائدة ٥: ٦٧.
(٢) أبو حنيفة النعمان المغربي: أساس التأويل ص ٣٣٢.
(٣) سورة الأحقاف ٤٦: ١٠.
(٤) النعمان بن محمد المغربي: أساس التأويل ص ٣٦٠ - ٣٦١.
(٥) سورة البقرة ٢: ١٨٩.
(٦) النعمان بن محمد المغربي: أساس التأويل ص ٣٦٥.
(٧) سورة النساء ٤: ٥٩.
(٨) الطوسي: التبيان ج ٦ ص ٢٣٦ وانظر الطبرسي: مجمع البيان ج ٣ ص ٦٤ وقد ذكر الجاحظ هذه الآية ويقول إن الشيعة زعمت أنها نزلت في علي وولده.
انظر الجاحظ:
العثمانية ص ١١٥، وذكر القاضي عبد الحبار أن هذه الآية من دلائل إمامة علي عند الشيعة لأن الطاعة لا تكون إلا لمن نص عليه وعصم من الخطأ. انظر المغني ج 20 القسم الأول ص 142.
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298