قبل موته بشهر فكيف يقدم رجلا ويجعله خليفته من بعده في أمته بزعمهم وقد أمره بالخروج مع أسامة ومعه الجماعة التي خاف ناحيتها... ولو كان ذلك كذلك لم يكن معنى الصلاة معنى الاستخلاف لأن أبا بكر لو كان مستخلفا من رسول الله لما جاز له أن يدعوه إلى غيره ولا جاز للأنصار أن يقولوا منا أمير ومنكم أمير ولكان أبو بكر المدعي له بالخلافة يدعيها لنفسه (1).
ويذكر الطبرسي أن أبا بكر وعمر وأبا عبيدة بن الجراح كانوا أول من سارعوا اللحاق بالجيش ثم تركوه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم واجتماع الأنصار إلى سعد بن عبادة في السقيفة (2).
ويقول ابن أبي الحديد وتزعم الشيعة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يعلم موته وأنه سير أبا بكر وعمر في بعث أسامة لتخلو دار الهجرة منهما فيصفو الأمر لعلي عليه السلام ويبايعه من تخلف من المسلمين بالمدينة على سكون وطمأنينة فإذا جاءهما الخبر بموت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبيعة الناس لعلي بعده كانا عن المنازعة والخلاف أبعد (3).
ثم لما اشتدت العلة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أراد أن يوصي بالمسلمين فطلب منهم أن يأتوه بدواة وكتف ليكتب كتابا لا يضلوا بعده فكثر تنازعهم فامتنع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن كتابة الوصية (4).
ولكن المصادر الإمامية ترى أن الرسول لم يهمل الوصية وأنه أوصى إلى علي بن أبي طالب قال يا علي إن حياتك وموتك معي وأنت أخي وأنت وصيي وأنت صفيي ووزيري (5).
وتذكر أن رسول الله في مرضه دعا علي بن أبي طالب فناجاه طويلا