نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ١٢٢
ثم بعد أن يؤكد الصدوق صحة ما جاء في حديث الغدير ويشرح الحديث ويفسر كلمة مولى وبعد أن يناقش كافة معاني كلمة مولى وايضاح عدم انطباقها، ينتهي إلى المعنى المراد (1) ويقول: وبعد أن انتفت جميع الوجوه السابقة للفظة مولى وبقى ملك الطاعة فثبت أنه عناه وإذا وجب ملك طاعة المسلمين لعلي فهو معنى الإمامة إنما هي مشتقة ممن الايتمام بالانسان والايتمام هو الاتباع والاقتداء والعمل بعمله والقول بقوله (2).
فتفسير الصدوق لهذا الحديث تأكيدا لولاية علي وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أراد به من كنت أملك طاعته فعلي يملك طاعته (3).
ويورد ابن رستم حديث الغدير عن زيد بن أرقم وعن أبي سعيد وعن ابن عباس (4).
ويفسر حديث الغدير ويقول: إن هذا القول يحتمل خمسة معاني لا غير فمنها ولاء النبوة وولاء الايمان والاسلام وولاء العتق وولاية الولاية ثم يؤكد أهمية هذا الحديث لأنه لا يمكن أن يقوم النبي وينادي بتوكيد أمر لا معنى له ولا حاجة للناس فيه فيكون قيامه قيام عابث وهذا منفي عنه، ويرى أن الولاء لا يكون ولاء النبوة واستحالة ذلك لقول النبي لا نبي

(١) أما المعاني التي يذكرها الصدوق للفظة مولى قال: يحتمل أن يكون المولى مالك الرق كما يملك المولى عبيده وله أن يبيعه ويهبه، ويحتمل أن يكون المولى المعتق من الرق، أو المولى المعتق، وهذه الأوجه ساقطة في قول النبي لأنه لا يجوز أن يكون عني بقوله واحدة منها لأنه لا يملك بيع المسلمين ولا عتقهم من رق العبودية ولا أعتقوه ويحتمل أيضا أن يكون المولى ابن العم أو العاقبة أو المولى لما يلي الشئ مثل خلفه وقدامه، ثم ينفي هذه الوجوه أيضا ويقول لا يجوز أن يقول من كنت ابن عمه لأن ذلك معروف وليس يجوز أن يعني به عاقبة أمرهم ولا خلف ولا قدام لأنه لا معنى له ولا فائدة، ويرى أن المعنى في اللغة الذي عناه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله ومما يؤكد قوله الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم قال من كنت مولاه... فدل ذلك على أن معنى مولاه أولى به من نفسه فقد جعله آمرا مطاعا لا يجوز أن يعصيه.
الصدوق: معاني الأخبار ص ٦٨ - ٧٣.
(٢) الصدوق: معاني الأخبار ص ٦٨ - ٧٣.
(٣) ن. م ص ٧٤ وانظر أيضا الصدوق: الأمالي ص ٢، ٥٧٤، ١٢٢، ١٢٥ .
(٤) ابن رستم: المسترشد ص ١١٧.
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298