نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ١٢٩
ويروي سبط ابن الجوزي حديث الغدير عن زيد بن أرقم وعن أبي هريرة والبراء بن عازب ويذكر اتفاق علماء السير على أن قصة الغدير كانت بعد رجوع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع حيث جمع الصحابة وكانوا مائة وعشرين ألفا. أو يذكر أن من معه من الصحابة ومن الأعراب وممن يسكن حول مكة والمدينة مائة وعشرون ألفا وهم الذين شهدوا حجة الوداع وسمعوا من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من كنت مولاه (1).
ويعطي سبط ابن الجوزي لكلمة مولى عشرة معاني ولكنه يبطل جميع المعاني المحتملة ويروي أن المراد من الحديث الطاعة المحضة المخصوصة ومعنى ذلك من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به، ويفسر قوله الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم يقول: هذا نص صريح في اثبات إمامته وقبول طاعته (2).
ويورد القرشي نفس الروايات السابقة لحديث الغدير ويأخذ في ذلك عن ابن عقدة الكوفي، ويروي عن حديث الغدير أنه حديث حسن مشهور روته الثقات وانضمام هذه الأسانيد بعضها إلى بعض حجة في صحة النقل، ولو لم يكن في محبة علي عليه السلام إلا دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمحب علي بكل خير لكان فيه كفاية.... فكيف وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم به عز وجل بموالاة من والاه وبمحبة من أحبه وبنصرة من نصره (3).
وذكر المحب الطبري رواية عن ابن السمان في كتابه الموافقة أن أعرابيين اختصما إلى عمر بن الخطاب فقال لعلي: اقض بينهما فقضى علي بينهما فقال أحدهما:
هذا يقضي بيننا فوثب إليه عمر وقال: ويحك هذا مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ومن لم يكن مولاه فليس

(١) سبط ابن الجوزي (ت ٦٥٤ ه‍): تذكرة الخواص ص ٣٧.
(٢) ن. م ص ٣٧.
(٣) محمد بن يوسف بن محمد القرشي (ت ٦٥٤ ه‍): كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب ص ١٤ وينسب لا بن عقدة الكوفي كتابا يسمى الولاية لا وهو في حديث الغدير وطرقه إلا أن الكتاب غير متوفر لدينا.
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298