نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ١٣٦
الرسول، فيذكر الصدوق حديث الثقلين، وما معنى الثقلين ومعنى العترة ويقول:
والعترة علي بن أبي طالب وذريته من فاطمة وسلالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهم الذين نص الله عليهم بالإمامة على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم (1).
وتؤكد الشيعة حق آل البيت بالوصية بقول علي: فوالذي أكرمنا أهل البيت بالنبوة فجعل منا محمدا وأكرمنا بعده أن جعل فينا أئمة المؤمنين لا يبلغ عنه غيرنا ولا تصلح الإمامة والخلافة إلا فينا، ولم يجعل الله لأحد من الناس فيها نصيبا ولا حقا (2).
وقوله: لا يقاس بآل محمد أحد... ولهم خصائص حق الولاية وفيهم الوصية والوراثة ويقول ابن أبي الحديد في هذا الصدد: إن الإمامية أرادت نص النبي على علي وأولاده لأن علي قال فيهم الوصية والوراثة، ويذكر رأي المعتزلة ويقول : ولسنا نعني بالوصية النص على الخلافة ولكن أمور أخرى لعلها إذا لمحت أشرف وأجل، أما الوراثة فالإمامية يحملونها ميراث المال والخلافة وتحملها المعتزلة ميراث العلم، وإن كان علي أولى بالأمر وأحق لا على وجه النص بل على وجه الأفضلية (3).
فهذه كلها أدلة تؤيد بها الشيعة رأيها في الإمامة وتدلل بها على النص على علي.
ولم تقتصر الشيعة على هذه الأحاديث وإنما لجأت إلى القرآن الكريم فاتخذت من آياته أدلة لتعضيد رأيها بالإمامة (4).

(١) الصدوق: معاني الأخبار ص ٩٢ وانظر أيضا رسالة للمفيد بعنوان الثقلان الكتاب والعترة نشرت ضمن مجموعة رسائل للمفيد ناقش فيها الجارودية في الإمامة وأثبت أن الإمامة محصورة في أبناء الحسين وانظر كتاب الثقلان لمحمد الحسين المظفري، النجف سنة ١٩٧٤.
(٢) نقل هذا الكلام الأربلي في كتابه كشف الغمة في معرفة الأئمة عن الجاحظ ج ١ ص ٣٠ ولم نعثر على نسخة لهذه الرسالة.
(3) ابن أبي الحديد: شرح النهج ج 1 ص 46.
(4) لقد ذكرت الأحاديث النبوية ثم الأخبار التاريخية ثم الآيات القرآنية بالرغم من أن التسلسل التاريخي يحتم علينا ذكر الآيات القرآنية في البداية وذلك لتوضيح فكرة الإمامة عند الشيعة في ضوء الأحداث التي مرت بها وطورتها، كما أن قسما كبيرا من الآيات القرآنية والتي بنيت عليها آراء في الإمامة لم تظهر في فترة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وإنما بعد أن تكونت نظرية الإمامة عند الشيعة.
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298