مرقد الإمام الحسين (ع) - السيد تحسين آل شبيب - الصفحة ٣٥
شباب أهل الجنة، لا يمثلون بنظير، ويقصر عن بلوغ نعتهما وصف كل بليغ طلق ذليق، ومن البنات مثل العقيلة زينب جوهرة القدس والكمال والشرف والمنعة.
فلماذا تستاء عندئذ فاطمة من الحياة وهي بعد في عنفوان شبابها الغض لم تبلغ فناها، ولم تنل آمالها من الحياة؟ ولماذا تدعو وتسأل ربها أن يعجل لها وفاتها، وهي بعد لم تدرك مرارة الدنيا، وتفدي دونها كل تليد وطارف؟
ولماذا ترفع اليد عن حضانة أولادها، وتفرغ منهم حجرها، وترضى بيتمهم، وهم بعد ما شبوا وما زهوا؟ ولماذا تحب فراق بعلها، وتدع حبيبها أليف الأسى والهم والجوى، حزنه بعدها سرمد، وليله في فراقها مسهد؟ ولماذا ذلك الفرح والجذل من اقتراب الأجل ودنو الموت؟
إن كل هذه إلا تخلص من هول تلكم النوائب التي كانت تعلمها من أبيها الصادق الصدوق. ولم تك فاطمة (عليها السلام) تتصور لنفسها منجى ومرتجى وملجأ تثق بالطمأنينة لديها، وسكون الخاطر في حماها غير جوار ربها الكريم.
ماذا تصنع فاطمة بالحياة وهي ترى أباها (صلى الله عليه وآله وسلم) طيلة حياته حليفا للشجون؟
قد قضى حياته بعين عبرى، وقلب مكمد محزون، وزفرة وحسرة ولهفة دفينة بين جوانحه كمدا على أهل بيته، يقيم لحسينه المآتم من يوم ولادته ومن يوم كان رضيعا وفطيما وفتيا، وقد أتخذت بيوت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دار حزن وبكاء منذ ولد ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الحسين العزيز، يأتي إليه (صلى الله عليه وآله وسلم) ملائكة ربه أفواجا وزرافات ووحدانا، حينا بعد حين، مرة بعد أخرى، بين فينة وفينة، ينعون الحسين، ويأتون إليه (صلى الله عليه وآله وسلم) بتربته ممثلين بذلك مصرعه ومقتله.
ومن هنا سنتطرق إلى ذكر ما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بما يحل بعترته الطاهرة في (عليه السلام) كربلاء.
فقد أخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن طريق الأمين جبرائيل بأن ولده الحسين (عليه السلام)
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤلف 7
2 الفصل الأول كربلاء في التاريخ واللغة 1 - كربلاء 11
3 2 - الطف 18
4 3 - الحاير 20
5 4 - الغاضرية 24
6 5 - نينوى 24
7 6 - شفيه 25
8 7 - العقر 25
9 8 - النواويس 26
10 9 - عين التمر 26
11 الفصل الثاني اخبار رسول الله (ص) بمقتل الحسين (عليه السلام) في كربلاء المقدمة 29
12 اخبار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ان الحسين يقتله يزيد 50
13 عبور الأنبياء ومرورهم بأرض كربلاء 53
14 إخبار الامام علي (عليه السلام) بقتل الحسين بأرض كربلاء 56
15 العامة تعلم بمقتله (عليه السلام) في كربلاء 63
16 الحسين (عليه السلام) ينعى نفسه 65
17 خاتمة البحث 69
18 الفصل الثالث فضل كربلاء والحائر الحسيني فضل كربلاء 75
19 فضل الحائر الحسيني 78
20 فضل تربة قبر الحسين (عليه السلام) 83
21 حرمة الطين إلا طين قبر الحسين (عليه السلام) 86
22 تربة الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء 88
23 خلاصة البحث 100
24 الفصل الرابع تاريخ زيارة قبر الحسين (عليه السلام) وفضلها أول من زار القبر الشريف 103
25 فضل زيارة الحسين (عليه السلام) 105
26 الامام الصادق (عليه السلام) وزوار القبر الشريف 110
27 الفصل الخامس الأدوار التي مرت على القبر الشريف البداية الأولى 119
28 الحائر الحسيني في عهد المنصور 122
29 الحائر الحسيني في عهد الرشيد 123
30 عمارة المأمون 128
31 الحائر الحسيني في عهد المتوكل 129
32 عمارة المنتصر بالله سنة 247 ه‍ 141
33 سقوط سقيفة الحائر سنة 273 ه‍ 142
34 عمارة محمد بن زيد الملقب بالداعي الصغير 145
35 عمارة القبر في العهد البويهي 146
36 عمارة بن سهلان الرامهرمزي 151
37 عمارة الحائر على يد الناصر لدين الله سنة 620 ه‍ 155
38 الحائر في العهد المغولي 156
39 عمارة الحائر على يد أويس الجلائري سنة 767 ه‍ 157
40 الحائر المقدس في العهد الصفوي 159
41 الوهابيون والحائر الحسيني 162
42 منارة العبد 168
43 الفصل السادس رأس الحسين (عليه السلام) 171
44 وقفة مع ابن تيمية في كتابه رأس الحسين (عليه السلام) 180
45 المصادر والمراجع 185