علي إمامنا وأبو بكر إمامكم - السيد محمد الرضي الرضوي - الصفحة ١٩٣
عبد الحسين شرف الدين الموسوي (قدس سره) قال: فأخذت الكتاب (1)، وبدأت أتصفحه وأتدبر مقالاته بدقة وإمعان، فأدهشتني بلاغته، وسبك جمله، وعذوبة ألفاظه، وحسن معانيه التي قل أن يأتي كاتب بمثلها.
فقمت أفكر في هذا الأثر القيم، والسفر العظيم وما فيه من الحكميات والمحاكمات بين مؤلفه المفدى، وبين الشيخ الأكبر الشيخ سليم البشري شيخ الجامع الأزهر، وذلك بأدلته القاطعة، وحججه البالغة، مما يفحم الخصم، ويقطع عليه حجته، وقد رأيت مؤلفه العظيم لم يعتمد في احتجاجه على الخصم من كتب الشيعة، بل يكون اعتماده على كتب السنة والجماعة، ليكون أبلغ في الرد على الخصم (2).
فبذلك ازددت إعجابا على إعجاب مما جرى به قلمه الشريف، هذا ولم يمض علي الليل إلا وأنا مقتنع تماما بأن الحق والصواب مع الشيعة، وإنهم على المذهب الحق الثابت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، عن أهل بيته الطاهرين (عليهم السلام)، ولم يبق لي أدنى شبهة البتة، واعتقدت بأنهم على خلاف ما يقال فيهم من المطاعن والأقاويل المفتعلة الباطلة (3).

(١) الرضوي: إذا أردت تحيط علما بما نال هذا الكتاب العظيم (المراجعات) من إعجاب رجالات كبيرة دينية وأدبية واجتماعية به فاقرأ كتابنا (إقرأ هذه الكتب).
(2) الرضوي: هذا هو منطقنا وهذه هي طريقتنا نحن الشيعة الإمامية في احتجاجنا على خصومنا، فإننا لا نحتج عليهم إلا بكتبهم وبأقوال رجالاتهم، لأن ذلك أبلغ في الرد على الخصم كما قال فضيلة الشيخ الأنطاكي، وخصومنا لجهلهم وسفاهة عقولهم يحتجون علينا بكتبهم، وبمرويات من نتهمه بالكذب من رواة أحاديثهم ذلك مبلغهم من الجهل فاعتبروا يا أولي الألباب.
(3) الرضوي: وما أكثر ما يوجهه إلينا السنة أعداؤنا من مطاعن وأكاذيب قديما وحديثا مما نحن أبرياء منها، مما لم نسمعها من قبل فضلا من أن نعتقدها أو نعترف بصحتها، دون خوف من الله ولا حياء من الناس، وقد رددنا على جملة منها في كتابنا (كذبوا على الشيعة) طبع الجزء الأول منه عام 1403 وقد تضمن الرد على أكاذيب ومفتريات عشرة منهم علينا، وهم إبراهيم بن سليمان الجبهان، الدكتور طه حسين، عبد الله محمد الغريب، ابن قتيبة، ابن خلدون، عبد الرحمن الشرقاوي، علي بن سلطان محمد القاري، محمد مردوخ الكردستاني، محمد كرد علي السوري، محمود شكري الآلوسي البغدادي، وبه يظهر لك نصبهم لنا وكذبهم علينا والله لهم بالمرصاد.
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»
الفهرست