على الأسس الإسلامية الرفيعة، كيف لا وهما أبناء الحسن والحسين، ونجلا علي وفاطمة.
نعم عاشت فاطمة في بيت زوجها الحسن المثنى سنين طويلة، وقامت بشؤون البيت وإدارته بصورة تضمن لهما السعادة الزوجية والحياة المنزلية، وقد كانت مثالا حيا فيما ينبغي أن تتخذه الزوجة أساسا لحياتها المنزلية الفاضلة. وولدت فاطمة ثلاثة أولاد هم: عبد الله المحض، الحسن المثلث، إبراهيم الغمر.
وقد ربت فاطمة أولادها تربية علوية صالحة، حتى عرفوا في التاريخ بالعلم الغزير، والأدب الجم، والخبرة الصائبة، والمعرفة السديدة، والعقيدة الراسخة، والشجاعة والثبات والإقدام، وقطعوا في حياتهم أشواطا في سبيل الجهاد والكفاح، وسيف الأمويين والعباسيين مصلت فوق رؤوسهم، وسياطهم تلهب ظهورهم، وأبواب السجن مفتحة في وجوه كل بني الحسن وعوائلهم، وهم في كل هذه المحن كانوا أصلب عودا وأقوى شكيمة