وهذا المقدار المتواتر كاف لإعطاء صورة واضحة عما كان يريد تأكيده الرسول صلى الله عليه وآله.
وكما ذكرنا أن حديث الغدير والعهد فيه لأمير المؤمنين عليه السلام بالولاية لم يكن عند الشيعة مجرد خبر ورواية تدرس فيستنبط منها ما يريده الله سبحانه، وإنما هو واقع عاشوه من يوم الغدير لهذا اليوم.
ولكن لما وقع من أحداث وما حصل من واقع بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله ولما ألفه المسلمون من الواقع وما يشعر به بعضهم من رغبة ودافع نحو تبرير الواقع فدار جدل حول معنى حديث الغدير، في فترة متأخرة عن عهد الصحابة، أما في عهد الصحابة فلم يقع الجدل لأنهم لم يختلفوا في معناه وإنما اختلفوا فيه من حيث الموقف، بل هم اختلفوا أيضا من حيث الإيمان، فمنهم من تقبله بصدر منشرح وسلم له، ومنهم من استكثره واستثقله، ومنهم من أعرض عنه، ومنهم من وقف ضده..
ونحن وبعد هذا التاريخ أصبحنا في مجال الحوار بين المسلمين بحاجة إلى فهم معنى الغدير أو بيان معنى هذا الحديث.
وسوف نقتصر على القدر المتواتر منه وهو يتكون من الفصول التالية:
1 - جمع الناس في ذلك المكان وقبل أن يتفرقوا في الطرق المؤدية إلى أقطارهم وفي ذلك الجو الحار القائظ.
2 - صنع منبرا مؤقتا للرسول صلى الله عليه وآله واستدعاء أمير المؤمنين عليه السلام ليقف إلى جنبه.
3 - نعي الرسول صلى الله عليه وآله نفسه للمسلمين أو تكرار هذا النعي.