ولو فكر - المنصف - في هذا وأمثاله، لوجد غايته مكشوفة، وهي إظهار التناقض بين فعل علي عليه السلام وقوله، وأقل ما يقال عنه في مثل هذه الحالة:
إنه غير كفؤ فهو " شجاع لكن لا رأي له في الحروب "!! - كما قالوا - وإلا هل يكون الباغي على إمام زمانه مسلما؟!!
إذن علام كفروا " مالك بن نويرة " وغيره ممن لم يعترفوا لأبي بكر بالخلافة، مع إقرارهم بالشهادتين، والصلاة إلى القبلة، وأكل ما ذكر عليه اسم الله وترك ما سواه!!
وقال ابن عبد ربه أيضا (1): ومر علي بقتلى الجمل، فقال: " اللهم اغفر لنا ولهم "، ومعه محمد بن أبي بكر، وعمار بن ياسر، فقال أحدهما لصحابه: أما تسمع ما يقول؟! قال: اسكت لا يزيدك!!
ولقد عن لي ترك التعليق على هذا الحديث، فإن بائعه لم يحسن وضعه، ثم تذكرت " شبهة " يخادعون فيها المغفلين وهي: إن القوم مجتهدون، وقد أخطأ بعضهم فهو غير مذنب ولا مأثوم لأنه غير متعمد على ما فعل، بل مخطئ ليس غير!!
وسئل عمار بن ياسر، عن عائشة - يوم الجمل - فقال: أما والله، إنا لنعلم زوجته في الدنيا والآخرة، ولكن الله ابتلاكم بها ليعلم أتتبعونه أم تتبعونها (2)؟
وهذا قد قام شاهد بطلانه منه عليه!!
فقوله: " أتتبعونه " أي الله تعالى فهو في جانب، " تتبعونها " أي عائشة فهي