لا تقع منه في الدين والدنيا، كنقلها " حديث خرافة " الذي رواه أبو طالب المفضل بن سلمة بن عاصم في كتابه " في اللغة والأمثال " (1)، ورواه غيره أيضا.
وهو حديث طويل ممل ليس له أية غاية، فهو شبيه بما يحدث به الصبيان ليناموا، وحاشا رسول الله صلى الله عليه وآله من فضول الكلام.
قال بعض أهل العلم: وإن مما يدل على الشك في حديثها عنه صلى الله عليه وآله هو أنه من المعلوم الثابت بلا خلاف أن أبي بكر وعمر - صديقه الحميم - وعثمان كانوا لا يقومون من مشكلة تعتريهم في الأحكام الدينية حتى يقعوا في أخرى، ولم نسمع أنهم استشاروا عائشة في حكم ديني أو شئ من تفسير كلام ونحو ذلك مما يحتاجون إليه، وما أكثر حاجتهم!!
فلو كانت على ما أجلسها عليه الأمويون أخيرا من كرسي عال لعرش العلم، لكانت ممن قد استشير لحل ما يستعصي على الثلاثة!!
كما أن نبوغها في العلوم في عصر معاوية، وأواخر عصر عثمان يدل على رفعة مقصودة رفعتها، ومن الغريب أيضا أن قسما كبيرا من أحاديث " فضائل آل أمية وجرح أعدائهم " جاء بواسطتها وهي وشبيهها الدوسي أبو هريرة، والعاقل من فكر!!
وأما حالة عائشة في حياة النبي صلى الله عليه وآله فقد خرجت من بيتها بعد أن أمرها الله تعالى أن تقر به، وألبت الناس على إمام زمانهم أمير المؤمنين عليه السلام بعد أن وصاها النبي صلى الله عليه وآله أن لا تخرج عن طاعته وأن لا تكون تلك المرأة التي تركب الجمل وتنبحها كلاب الحوئب فما أصغت لهذه