وحضرت تغسيلها أيضا.
قال السيد الأمين: ومما يدل على اختصاص أسماء بأهل البيت عليهم السلام وشدة حبها لهم وللزهراء عليها السلام أنها كانت موضع سرها ومحل حوائجها، فلما مرضت أرسلت خلفها وشكت إليها أن المرأة إذا وضعت على سريرها تكون بارزة للناظرين لا يسترها إلا ثوب، فذكرت لها أسماء النعش المغطى الذي رأته بأرض الحبشة فاستحسنته الزهراء عليها السلام حتى ضحكت بعد أن لم تكن ضحكت بعد أبيها صلى الله عليه وآله غير تلك المرة ودعت لها.
وحضرت أسماء وفاتها وأعانت عليا عليه السلام على غسلها، ولم تدع أحدا يدخل عليها من أمهات المؤمنين ولا غيرهن سواها، وروى ابن عبد البر في " الإستيعاب ": أن فاطمة عليها السلام قالت لأسماء بنت عميس: إذا أنا مت فغسليني أنت وعلي ولا تدخلي علي أحدا فلما توفيت جاءت عائشة تدخل فقالت أسماء: لا تدخلي، فشكت إلى أبي بكر فقالت: إن هذه الخثعمية تحول بيننا وبين بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وقد جعلت لها مثل هودج العروس، فجاء فوقف على الباب فقال: يا أسماء، ما حملك على أن منعت أزواج النبي صلى الله عليه وآله أن يدخلن على بنت رسول الله صلى الله عليه وآله جعلت لها مثل الهودج؟
فقالت: أمرتني أن لا يدخل عليها واحد، وأريتها هذا الذي صنعت وهي حية فأمرتني أن أصنع لها ذلك.
قال أبو بكر: فاصنعي ما أمرتك ثم انصرف.
وفي بعض الروايات: أن أسماء كانت عندها حين وفاتها، وأنها أمرتها أن