ولا تعجب في موافقة حفصة لعائشة فإن قصة ريح المغافير التي لعبت كل منهما دورا فيها بإزعاج النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى أنزل الله عز وجل بهما قوله:
(إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا).
كشف أن المرأتين كانتا في حالة وفاق على ما تقومان به، ولا أقل من تشاورهما في تلكم الحوادث العظام وكيف يستبعد أن تعلم إحداهما عملها في مصحفها ورأيها في آيات الله عز وجل! ولا أكاد أعقل أن يدخل أحدهم شيئا في القرآن ويشهد على أنه منه ويعاود الكرة مرة بعد مرة، ولا يعتقد بأن هذا الشئ من القرآن! فإن كان من القرآن في نظر حفصة فهو تحريف بالنقيصة إذ لا وجود لهذه الزيادة في مصحفنا، وإن لم يكن من القرآن في نظرها فهو تحريف بالزيادة، إذ كيف تشهد على شئ أنه من القرآن وليس هو منه!!
التاسع: عبد الله بن عمر:
وهذا أعطى الناس زبدة المخاض وقصرها من طويلة فلخص كل ما نسبه أبيه (كذا) وأمثاله لكتاب الله عز وجل حيث قال فيما قال: الدر المنثور ج 1 ص 106: أخرج أبو عبيد وابن الضريس وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عمر قال: لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله! ما يدريه ما كله؟! قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل قد أخذت ما ظهر منه).