وهذه الأفعال أحكام شرعية حيث أنها تبين الطريقة للقيام بالفرض وهو إقامة الدولة الإسلامية. ولتأكيد هذا نجد أن الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه لم يقوموا بقتال الكفار ولم يتبنوا العمل المادي قبل إقامة الدولة، بل طلب منهم كف أيديهم. وهذا ما جاءت به السيرة النبوية.
أما الإخوة الذين يتبنون قتال الحاكم والنظام كطريقة لإقامة الدولة الإسلامية فهم يستدلون بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يتناول معاملة شرار الأئمة من ولاة أمور المسلمين حيث أنه عليه الصلاة والسلام طلب منابذتهم بالسيف إذا لم يحكموا بالإسلام، وهذا الحديث المستدل به لا ينطبق على حكام المسلمين اليوم، فالحديث يتناول معاملة إمام المسلمين الذي يأخذ البيعة الشرعية من الناس على أن يحكم بهم بالشرع ثم يخرج عن الإسلام في حكمه فيجب عندئذ قتاله.
أما حكام اليوم فهم ليسوا ولاة أمور المسلمين ولم يأخذوا البيعة الشرعية من الناس ليحكموا بالإسلام، فهذا الحديث لا ينطبق على هؤلاء.
وهذا لا يعني دفاع (كذا) عن هؤلاء الحكام المجرمين الخونة، فطريقة الإسلام في العمل تقوم على فهم الواقع المراد تغييره، ثم تطبيق الحكم الشرعي الذي يعالج هذا الواقع.
ثانيا: يقول الأخ سيف العرب: إن بن لادن ومن معه قد أعطوا البيعة لحركة طالبان، فأنا لم أسمع هذا الكلام ولا أعتقد أن هناك من المسلمين سمع بهذا، ولكن قبل كل شئ نقول إن البيعة تكون لرجل واحد من المسلمين يبايع من الناس على أن يحكم بالإسلام، ولا تكون لحركة أو لدولة.