وكذلك لأن باكستان هي العمق الطبيعي الجغرافي لأفغانستان، ولولا باكستان لما استطاع (المجاهدون) في أواخر الثمانينيات أن يطردوا الروس بعد مقاومتهم طيلة عشر سنوات.
وعندما كانت باكستان تدعم (المجاهدين) الأفغان بمختلف حركاتهم وانتماءاتهم، ثبت هؤلاء (المجاهدون) وأوقعوا بالغزاة السوفيات ما يزيد عن الخمسة عشر ألف قتيل.
ولما رفعت باكستان دعمها عن (المجاهدين) خسروا الحرب وانهزموا أمام حركة طالبان التي لم يكن لها تجربة في القتال ولا في السياسة، ما يدل بشكل قاطع على أن دعم باكستان لأية حركة أو فصيل في أفغانستان هو سبب نجاحها أو نجاحه ليس إلا.
أما السبب في تخلي باكستان عن (المجاهدين) والتخلص منهم، وتبنيها لحركة طالبان وتمكينها من السيطرة على أفغانستان بمفردها، فيعود إلى رغبة أميركا في إيجاد دولة مستقرة وقوية في أفغانستان بعد فشل (المجاهدين) في إقامة مثل هذه الدولة بسبب اختلافاتهم القبلية والعرقية والمذهبية، والتي لم تمكنهم من تحقيق ذلك الهدف.
والذي يدل على ضرورة إيجاد دولة قوية في أفغانستان من وجهة النظر الأميركية هو محاذاة بلاد الأفغان لدول طاجكستان وأوزبكستان وتركمنستان التابعة لروسيا والداخلة في مجالها الحيوي وموقعها هذا أكسبها أهمية استراتيجية بالغة بالإضافة إلى كونها مجاورة لباكستان وإيران اللتين تقعان تحت النفوذ الأميركي.