" والمتاع " ما تمتع به.
و " الحق " في اللغة هو الأمر الثابت ويقابله الباطل، فالأول بمفهومه الواسع يشمل كل موجود أو ناموس ثابت لا يطرأ عليه التحول والتبدل حتى أن القوانين الرياضية والهندسية وكثير من المفاهيم الطبيعية إذا كانت على درجة كبيرة من الثبات فهي حق لا غبار عليها.
و " المكث ": الكون في المكان عبر الزمان.
إذا عرفت ذلك، فاعلم أن الآية تمثل للحق والباطل مثلا واحدا يستبطن تمثيلات متعددة:
الأول: إن السيل المتدفق من أعالي الجبال الجاري في الوديان يحمل معه في سيره زبدا رابيا عليه، فالحق كماء السيل والباطل الزبد الطافح عليه.
الثاني: إن المعادن والفلزات المذابة في القدر إذا أوقدت عليها النار، تذاب ويعلو عليها الخبث، فالغاية من الإذابة هو فصل المعادن والفلزات النفيسة عن خبثها وزبدها.
وعندئذ فالحق كالذهب والفضة والمعادن النفيسة والباطل كخبثها وزبدها الطافح.
الثالث: إن ما له دوام وبقاء ومكث وينتفع به الناس كالماء وما يتخذ للحلية أو المتاع يمثل الحق، وما ليس كذلك كزبد السيل وخبث القدر الذي يذهب جفاء يمثل الباطل.
وأما التفصيل فإليك توضيح الآية:
(أنزل من السماء ماء فسالت أودية) الواقعة في محل الأمطار المختلفة في