الأبوة للإمام المنتظر تكونت له في العقيدة الإمامية منزلة عظمى كما تكونت لأمه التي كان لها هي أيضا دور في التهيئة لظهور المهدي.
فقد رووا أن الحسن العسكري الإمام الصامت تزوج مليكة بنت ياسوع بن قيصر الروم، ووالدة مليكة هذه كانت من نسل الحواريين نسبها يمت بصلة القرابة إلى شمعون وصي المسيح بن مريم وأن جدها أراد أن يزوجها من ابن أخيه فجمع القساوسة والرهبان والأمراء وملوك العشائر وقادة العساكر، ولكن الصلبان تساقطت حين شرع الأساقفة في تبريك مراسيم الزواج فتطير المحتفلون.
وترى مليكة في منامها تلك الليلة المسيح وشمعون وعددا من الحواريين يجتمعون في قصر جدها وقد طلع عليهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أهل بيته ليخطب من المسيح سليلة وصيه شمعون إلى حفيده أبي محمد الحسن العسكري فأشفقت الفتاة أن تقص رؤياها على جدها وكانت ترى في نومها كل ليلة أبا محمد الحسن العسكري. ثم انقطعت رؤيته حتى مرضت فرأت في نومها فاطمة الزهراء تخطبها من مريم بنت عمران إلى ابن عمها أبي محمد على شرط أن تبرأ من النصرانية لتبرأ من مرضها، ثم كانت موقعة حربية بين الروم والمسلمين وقد أخطرت في منامها أن تسير مع الجيوش لتقع أسيرة فيبيعها النخاس بعد ذلك إلى رسول من قبل الحسن العسكري فيبشرها بمولود له منها يملك الدنيا شرقا وغربا ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
ومنهم الفاضل الدكتور دوايت. رونلدسن في " عقيدة الشيعة " تعريب ع. م (ص 222 ط مؤسسة المفيد، بيروت) قال:
لا يعلم بالضبط المكان الذي ولد فيه الإمام الحادي عشر الحسن العسكري وهل هو المدينة أو سامراء. وقد جاء إلى الدنيا سنة 230 ه أو بعد ذلك بسنة أو سنتين.
ويقول الكليني: إنه ولد سنة 232، ولكنه لم يذكر محل ولادته، وقد أورد