وقد دارت حول الغزالي معارك وآراء متضاربة من اجل هذا الكشف، فمنهم من عده من أهل البدع والضلالات، وبعض المعاصرين له وضع رسالة في تكفيره، والأكثر الأغلب اعتبروه اماما في العلم والتحقيق والتدقيق، وحجة الاسلام على المسلمين في الاخلاص وأمور الدين، بل إن هذا الوصف، وهو حجة الاسلام قد صار علما عليه بالذات. وممن دافع عنه، وانتصر له الفيلسوف الشهير محمد بن إبراهيم الشيرازي صاحب كتاب الاسفار، والمعروف بصدر المتألهين (1) ومهما يكن، فان اختلاف الآراء حول شخصية الغزالي لبرهان ساطع قاطع على عظمته وعلو شأنه، وقد حظيت آراؤه باهتمام الفلاسفة في الشرق والغرب، وحلت مؤلفاته محل الصدارة عند أهل العلم وطلابه، وقادة الدين وأصحابه على تباين مللهم، واختلاف نحلهم.
حقيقة الكشف:
والآن، فما هو الكشف الذي عناه الغزالي، واعتبره مصدرا هاما من مصادر المعرفة، وبه صار في عداد الصوفية؟
هل هو الاتصال، والرواية عن الله بالمشاهدة، كما يروي فلان