الشيطان وقلب الانسان مهما اختلف الصوفية فيما بينهم فإنهم متفقون كلمة واحدة على أن التصوف يبتدئ من التغلب على ميول النفس وأهوائها.
وليس هذا التغلب بالامر اليسير، فقد استسلم وخضع للأهواء في ذلة وصغار الألوف من العلماء والفلاسفة ورجال الدين، وقضوا حياتهم، وليس لهم مع امر الهوى امر، ولا مع حوله وقوته حول ولا قوة، ولكن إذا نشبت الشهوة أظفارها بالملايين، فليس معنى ذلك انها هي التي تحدد مصير الناس بأجمعهم، وان الانسان لا بد ان يقع أسيرا لها كائنا من كان، والا لم يكن للحرية والاختيار مكان، ولا للخير والشر معنى، ولا للقوانين والشرائع مبرر، حيث لا تبعة ولا مسؤولية.
ان الانسان، اي انسان، مسؤول عن عمله مهما تكن الظروف والملابسات، ما دام قادرا على أن يقف من البواعث والمغريات موقفا سلبيا، وماذا لدى المغريات غير الدعوة والتحسين؟! وهل تملك المومس الا التبرج؟! وليس من شك