نظرات في التصوف والكرامات - محمد جواد مغنية - الصفحة ٧٢
الانسان ما أعجب هذا الانسان الذي يضع نفسه بنفسه موضوع البحث والتحقيق!.. فيتكلم عن طبيعته وحقيقته، وعن أصله ومآله، واخلاقه وافعاله، ونقصه وكماله، ويصدر احكامه على ذاته بذاته، كما يصدرها على أي كائن آخر..
والآن تعال معي أيها الانسان، لنستمع إلى ما قيل عني وعنك.
أصل الانسان:
قالوا: ان هذا السيل المتدفق من افراد الانسان لم يتولد في الأصل من كائن يماثله، بل تحول طبيعة إلى طبيعة، ومن شكل إلى شكل، حتى أصبح كما نراه الآن (1).

(1) نقل المجلسي في الجزء الرابع من بحار الأنوار المعروف بالسماء والعالم ان المسلمين والنصارى واليهود اتفقوا على أن ابا البشر هو آدم، وقال الفلاسفة:
لا أول للأنواع المتوالدة. وقال غيرهم: ان الأجسام كانت على طبيعة واحدة ثم تعددت العناصر بواسطة الحرارة التي أحدثتها الحركة، وبعد ان تعددت العناصر واختلطت وتحركت وحصلت العفونة، ومن العفونة تولد الانسان كما يتولد الدود في الفاكهة واللحم!... اذن هذا الزعم قديم، وليس حادثا جديدا، كما يظن.. لقد افرط هؤلاء دون ان يعتمدوا على دليل. وغالى المؤمنون بآدم، حيث نسبوا اليه كتابين أحدهما اسمه " سر الخفايا " والثاني اسمه " الملكوت "، وموضوعهما في علم الحروف!..
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست