مقدمة بسم الله، وله الحمد، والصلاة والسلام على خيرته من خلقه محمد خاتم النبيين، وآله المتقين ، وصحبه المخلصين.
وبعد:
فقد كانت، وما زالت مهمة الأديان والمصلين أن تهذب من غرائز الانسان، وتضع حدا لنزواته وأنانيته، وأن تحول بينه وبين ما يؤدي به وبالمجتمع إلى الشقاء والاسواء، وكانت وسيلتهم إلى ذلك أن يخلقوا في داخل الانسان وازعا ورادعا عن أسباب الفوضى والفساد والانحراف، فأمرت الأديان بالتقوى والورع، وتوعدت العاصين، ووعدت المطيعين، كما بين المفكرون النتائج السيئة إذا اطلق الانسان لنفسه العنان، وكما وضعت الحكومات من القوانين والتشريعات ما يوقف الانسان عند حده، ويمنعه من الاعتداء على حقوق غيره.
وهذي احدى غايات التصوف وثمراته عند أصحابه وأربابه، فلقد حرصوا على أن يؤمن الانسان ويعتقد بان السعادة ليست