حليف مخزوم (عمار بن ياسر) - صدر الدين شرف الدين - الصفحة ٢٤٦
قال المحدث: ولم يكن الواعون وفي طليعتهم عمار نفسه يعجبون لشئ عجبهم للزوم الحجة بعمار ما لا تلزم بعلي مع بعد الفرق بينهما في ميزان الحق نفسه، وفي منطق المأثور من شهادات النبي الأدل على دورة الحق في دائرة علي، وكان لمعاوية ووزيره جهد أتعبهما في التخلص من دمغة عمار بذلاه في استدراجه مرة، وبذلاه في فل حجته مرة، ولم يفلحا في كل المرات، وفي إحدى المحاولات أرسلا ذا الكلاع الحميري - وكان إيمانه بعمار خطرا عليهما - إلى ابن عمه أبي نوح الحميري - وهو من شيعة علي - كي يستدرجه ويستدرج من ورائه عمارا، وقد أدير الحديث بين الرجلين على حجية عمار فكان عجب أبي نوح طويلا من إيمان القوم بعمار وكفرهم بعلي، وكانت حجته عليهم بالغة، ثم يفضي اجتماع الرجلين إلى الاجتماع بابن العاص، ويتراجع الجميع إلى عمار، ويقبل عمار إذ يدعى ليعجب من سخفهم إذ رأوه دليلا على الحق ولم يروا عليا كذلك، ثم يصول عليهم بقوله صولة سهامها أنفذ من السهام (1) - وقد عالج هذه المشكلة العلامة المعتزلي ابن أبي الحديد في المجلد الثاني ص‍ 539 فقال - بعد ترجمة عمار وابن التيهان وخزيمة بن ثابت من الشهداء الحجج على باطل معاوية -:
(ومن غريب ما وقعت عليه من العصبية القبيحة أن أبا حيان التوحيدي قال في كتاب البصائر: إن خزيمة بن ثابت المقتول

(1) راجع شرح النهج ص‍ 271 ح 2.
(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 249 250 » »»
الفهرست