ذكر من تخلف عن جيش أسامة الباب الخامس والسبعون في جيش أسامة وفيه أبو بكر وعمر وعثمان وأبو عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وغيرهم ولعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) من تأخر عن جيش أسامة وقوله (صلى الله عليه وآله): إذا بويع الخليفتين فاقتلوا الأخير منهما وروى ذلك في أبي بكر من طريق العامة وفيه اثنا عشر حديثا الأول: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة وهو من أعيان علماء العامة من المعتزلة قال ابن أبي الحديد قال أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري وقد أثنى ابن أبي الحديد على هذا الرجل عند أهل الحديث بقبول الحديث، وثقته وهو صاحب كتاب " السقيفة ".
قال: حدثنا أحمد بن إسحاق ابن صالح عن أحمد بن سيار عن سعيد بن كثير الأنصاري عن رجاله عن عبد الله بن عبد الرحمن: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمر في مرض موته أسامة بن زيد بن حارثة على جيش فيه جلة المهاجرين والأنصار منهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير، وأمره أن يغير على " مؤتة " حيث قتل أبوه زيد، وأن يغمروا وادي فلسطين، فتثاقل أسامة وتثاقل الجيش بتثاقله، وجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه يثقل ويخف، ويؤكد القول على تنفيذ ذلك البعث حتى قال له أسامة بأبي أنت وأمي أتأذن لي أن أمكث أياما حتى يشفيك الله فقال: أخرج وسر على بركة الله.
فقال: يا رسول الله إن خرجت وأنت على هذا الحال خرجت وفي قلبي قرحة منك.
فقال (صلى الله عليه وآله): سر على النصر والعافية.
فقال: يا رسول الله إني أكره أن أسأل عنك الركبان.
فقال (صلى الله عليه وآله): انفد لما أمرتك به، ثم أغمي على رسول الله (صلى الله عليه وآله). وقام أسامة فتجهز للخروج، فلما أفاق رسول الله (صلى الله عليه وآله) سأل عن أسامة والبعث فأخبر أنهم يتجهزون، فجعل يقول: أنفدوا بعث أسامة لعن الله من تخلف، عنه ويكرر ذلك، فخرج أسامة واللواء على رأسه والصحابة بين يديه، حتى إذا