الباب الثامن عشر والمائة حديث الرمانة من طريق الخاصة ثاقب المناقب عن عبد الرزاق عن معمر عن الزبير عن سعيد بن المسيب قال: إن السماء طمثت على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلا، فلما أصبح قال لعلي: انهض بنا إلى العقيق لننظر إلى حسن الماء في حفر الأرض، قال: فاعتمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) على يدي فمضينا، فلما وصلنا إلى العقيق نظر إلى صفاء الماء في حفر الأرض فقال علي لرسول الله (صلى الله عليه وآله): لو أعلمتني من الليل لاتخذت لك سفرة من الطعام، فقال: يا علي إن الذي أخرجنا إليه لا يضيعنا، فبينا نحن وقوف إذا نحن بغمامة قد أظلتنا ببرق ورعد حتى قربت منا، فألقت بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) سفرة عليها رمان لم تر العيون مثله، على كل رمانة ثلاثة أقشار، قشر من اللؤلؤ وقشر من الفضة وقشر من الذهب، فقال لي (عليه السلام): قل: بسم الله وكل، يا علي هذا أطيب من سفرتك، فكسرنا عن الرمان فإذا فيه ثلاثة ألوان من الحب: حب كالياقوت وحب كاللؤلؤ الأبيض وحب كالزمرد الأخضر، فيه طعم كل شئ من اللذة، فلما ذكرت فاطمة والحسن والحسين فضربت يدي بثلاث رمانات فوضعتهن في كمي ثم رفعت السفرة، ثم انقلبنا نريد منازلنا فلقينا رجلان من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال أحدهما: من أين أقبلت يا رسول الله؟
قال: من العقيق. قالا: لو أعلمتنا لاتخذنا لك سفرة تطيب منها، فقال: إن الذي أخرجنا لن يضيعنا (1)، وقال الآخر: يا أبا الحسن إني أجد فيكما رائحة طيبة فهل كان من طعام؟ فضربت بيدي إلى كمي لأعطيهما رمانة، فلم أر في كمي شيئا فاغتممت لذلك، فلما افترقنا ومضى النبي (صلى الله عليه وآله) وقربت من باب فاطمة (عليها السلام) وجدت في كمي خشخشة، فنظرت فإذا الرمان في كمي فدخلت وألقيت رمانة على فاطمة وأخريين إلى الحسن والحسين، ثم خرجت إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فلما رآني قال:
يا أبا الحسن تحدثني أم أحدثك؟ فقلت: تحدثني يا رسول الله فإنه أشفى للغليل، فأخبر بما كان كأنه [كنت] معي (2).