يهجر المريض، فغضب النبي (صلى الله عليه وآله) ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله): أنتم لا أحلام لكم، قال: إنما قلت من الورم (1)، قال: إنكم قوم تجهلون بهذا أخبرني أخي جبرئيل عن ربي جل جلاله فأخرجوه، فأخرجنا، والله لقد مضى في الحال (2) إلى أبي بكر فأخرجه إلى السقيفة وجمع فيها من جمع وبايع على ما بايع (3).
الخامس عشر: صاحب سير الصحابة قال: وحدثني محمد بن علي قال: سمعت أبا إسحاق يزيد الفراء عن الصباح المزني عن أبان بن أبي عياش قال: سمعت الحسن بن أبي الحسن قال:
سمعت علي بن أبي طالب (عليه السلام) ثم سمعته بعينه من عبد الله بن عباس بالبصرة وهو عامل عليها فكأنما ينطقان بفم واحد وكأنما يقرآنه من نسخة واحدة والذي عقلته وحفظته قول ابن عباس والمعنى واحد غير أن حديث ابن عباس أحفظه قال: سمعته يقول: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال في مرضه الذي قبض فيه: إئتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلون بعدي أبدا، فقام بعضهم ليأتي به فمنعه رجل من قريش وقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يهجر، فسمعه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فغضب وقال: إنكم تختلفون وأنا حي، قد أعلمت أهل بيتي بما أخبرني به جبرئيل عن رب العالمين إنكم ستعملون بهم من بعدي وأوصيتهم كما أوصاني ربي فاصبروا صبرا جميلا، فبكى ابن عباس حتى بل لحيته ثم قال:
لولا مقالته لكتب لنا كتابا لم تختلف أمته بعده ولم تفترق (4).
السادس عشر: صاحب كتاب سير الصحابة قال: وحدثني محمد بن مروان قال: حدثنا زيد بن معدل عن أبان بن عثمان عن بعض أصحابه أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال في المرض الذي قبض فيه: إئتوني بصحيفة ودواة لأكتب لكم كتابا لا تضلون بعدي، فدعا العباس بصحيفة ودواة، فقال بعض من حضر: إن النبي (صلى الله عليه وآله) يهجر، ثم أفاق النبي (صلى الله عليه وآله) فقال له العباس: هذه صحيفة ودواة قد آتينا بها يا رسول الله، فقال: بعدما قال قائلكم ما قال، ثم أقبل عليهم وقال: احفظوني في أهل بيتي واستوصوا بأهل الذمة خيرا وأطعموا المساكين وأكثروا من الصلاة واستوصوا بما ملكت أيمانكم، وجعل يردد ذلك (صلى الله عليه وآله): وإني لأعلم أن منكم ناقض عهدي والباغي على أهل بيتي (5).
السابع عشر: صاحب سير الصحابة قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي قال: حدثني أبي قال:
حدثنا أبو يوسف يعقوب بن الجرمي قال: حدثني أبو حبيش الهروي قال: حدثنا عبد الرزاق عن