الفصل الخامس والثلاثون والمائة في ذكر ملك الموت (1350 / 1) كم من غافل ينسج ثوبا ليلبسه وإنما هو كفنه، ويبني بيتا ليسكنه وإنما هو موضع قبره (1).
(1351 / 2) وقال النبي (صلى الله عليه وآله): إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجى منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده ليس أقل منه.
(1352 / 3) وقال إبراهيم الخليل (عليه السلام) لملك الموت: هل تستطيع أن تريني صورتك التي تقبض بها روح الفاجر؟ قال: لا تطيق ذلك، قال: بلى، قال: فأعرض عني، فأعرض عنه، ثم التفت، فإذا هو برجل أسود، قائم الشعر منتن الريح، أسود الثياب، يخرج من فمه ومناخره لهب النار والدخان، فغشي على إبراهيم، ثم أفاق فقال: لو لم يلق الفاجر عند موته إلا صورة وجهك لكان حسبه.