شرح ابن عقيل - ابن عقيل الهمداني - ج ١ - الصفحة ٦٣٦
وكقول الشاعر:
183 - نجيت يا رب نوحا، واستجبت له في فلك ماخر في اليم مشحونا وعاش يدعو بآيات مبينة في قومه ألف عام غير خمسينا .
183 - البيتان من الشواهد التي لم يذكروها منسوبة إلى قائل معين.
اللغة: " الفلك " أصله بضم فسكون - السفينة، ولفظه للواحد والجمع سواء، وقد تتبع حركة عينه التي هي اللام حركة الفاء كما في بيت الشاهد " ماخر " اسم فاعل من مخرت السفينة - من بابي قطع ودخل - إذا جرت تشق الماء مع صوت " اليم " البحر، أو الماء " مشحونا " اسم مفعول من شحن السفينة: أي ملأها " آيات مبينة " ظاهرة واضحة، أو أنها تبين حاله وتدل على صدق دعواه.
الاعراب: " نجيت " فعل وفاعل " يا رب " يا: حرف نداء، رب:
منادى، وجملة النداء لا محل لها معترضة بين الفعل مع فاعله ومفعوله " نوحا " مفعول به لنجيت " واستجبت " الواو عاطفة، وما بعدها فعل وفاعل " له " جار ومجرور متعلق باستجبت " في فلك " جار ومجرور متعلق بنجيت " ما خر " صفة لفلك " في اليم " جار ومجرور متعلق بما خر " مشحونا " حال من فلك " وعاش " الواو عاطفة، عاش: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى نوح " يدعو " فعل مضارع، وفيه ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى نوح فاعل، والجملة في محل نصب حال " بآيات " جار ومجرور متعلق بيدعو " مبينة " صفة لآيات " في قومه " الجار والمجرور متعلق بعاش، وقوم مضاف والضمير العائد إلى نوح مضاف إليه " ألف " مفعول فيه ناصبه عاش، وألف مضاف و " عام " مضاف إليه " غير " منصوب على الاستثناء أو على الحال، وغير مضاف و " خمسينا مضاف إليه، مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والألف في آخره للاطلاق.
الشاهد فيه: قوله " مشحونا " حيث وقع حالا من النكرة، وهي قوله " فلك " والذي سوغ مجئ الحال من النكرة أنها وصفت بقوله " ماخر " فقربت من المعرفة.