لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٤٠٠
ومنحته، وقد تقدم الفرق بين التمام والوفاء.
والوافي من الشعر: ما استوفى في الاستعمال عدة أجزائه في دائرته، وقيل: هو كل جزء يمكن أن يدخله الزحاف فسلم منه.
والوفاء: الطول، يقال في الدعاء: مات فلان وأنت بوفاء أي بطول عمر، تدعو له بذلك، عن ابن الأعرابي. وأوفى الرجل حقه ووفاه إياه بمعنى: أكمله له وأعطاه وافيا. وفي التنزيل العزيز: ووجد الله عنده فوفاه حسابه. وتوفاه هو منه واستوفاه: لم يدع منه شيئا. ويقال أوفيته حقه ووفيته أجره. ووفى الكيل وأوفاه: أتمه. وأوفى على الشئ وفيه: أشرف. وإنه لميفاء على الأشراف أي لا يزال يوفي عليها، وكذلك الحمار. وعير ميفاء على الإكام إذا كان من عادته أن يوفي عليها، وقال حميد الأرقط يصف الحمار: عيران ميفاء على الرزون، حد الربيع، أرن أرون لا خطل الرجع ولا قرون، لاحق بطن بقرا سمين ويروى: أحقب ميفاء، والوفي من الأرض: الشرف يوفى عليه، قال كثير:
وإن طويت من دونه الأرض وانبرى، لنكب الرياح. وفيها وحفيرها والميفى والميفاة، مقصوران، كذلك. التهذيب: والميفاة الموضع الذي يوفي فوقه البازي لإيناس الطير أو غيره، قال رؤبة:
ميفاء رؤوس فوره (* قوله قال رؤبة إلخ كذا بالأصل.) والميفى: طبق التنور. قال رجل من العرب لطباخه: خلب ميفاك حتى ينضج الرودق، قال: خلب أي طبق، والرودق:
الشواء. وقال أبو الخطاب: البيت الذي يطبخ فيه الآجر يقال له الميفى، روي ذلك عن ابن شميل.
وأوفى على الخمسين: زاد، وكان الأصمعي ينكره ثم عرفه.
والوفاة: المنية. والوفاة: الموت. وتوفي فلان وتوفاه الله إذا قبض نفسه، وفي الصحاح: إذا قبض روحه، وقال غيره:
توفي الميت استيفاء مدته التي وفيت له وعدد أيامه وشهوره وأعوامه في الدنيا. وتوفيت المال منه واستوفيته إذا أخذته كله. وتوفيت عدد القوم إذا عددتهم كلهم، وأنشد أبو عبيدة لمنظور الوبري:
إن بني الأدرد ليسوا من أحد، ولا توفاهم قريش في العدد أي لا تجعلهم قريش تمام عددهم ولا تستوفي بهم عددهم، ومن ذلك قوله عز وجل: الله يتوفى الأنفس حين موتها، أي يستوفي مدد آجالهم في الدنيا، وقيل: يستوفي تمام عددهم إلى يوم القيامة، وأما توفي النائم فهو استيفاء وقت عقله وتمييزه إلى أن نام.
وقال الزجاج في قوله: قل يتوفاكم ملك الموت، قال: هو من توفية العدد، تأويله أن يقبض أرواحكم أجمعين فلا ينقص واحد منكم، كما تقول: قد استوفيت من فلان وتوفيت منه ما لي عليه، تأويله أن لم يبق عليه شئ. وقوله عز وجل: حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم، قال الزجاج: فيه، والله أعلم، وجهان: يكون حتى إذا جاءتهم ملائكة الموت يتوفونهم سألوهم عند المعاينة فيعترفون
(٤٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 ... » »»
الفهرست