إذا احمر البأس اتقينا برسول الله، صلى الله عليه وسلم، أي جعلناه وقاية لنا من العدو قدامنا واستقبلنا العدو به وقمنا خلفه وقاية. وفي الحديث: قلت وهل للسيف من تقية؟
قال: نعم، تقية على أقذاء وهدنة على دخن، التقية والتقاة بمعنى، يريد أنهم يتقون بعضهم بعضا ويظهرون الصلح والاتفاق وباطنهم بخلاف ذلك. قال: والتقوى اسم، وموضع التاء واو وأصلها وقوى، وهي فعلى من وقيت، وقال في موضع آخر: التقوى أصلها وقوى من وقيت، فلما فتحت قلبت الواو تاء، ثم تركت التاء في تصريف الفعل على حالها في التقى والتقوى والتقية والتقي والاتقاء، قال: والتفاة جمع، ويجمع تقيا، كالأباة وتجمع أبيا، وتقي كان في الأصل وقوي، على فعول، فقلبت الواو الأولى تاء كما قالوا تولج وأصله وولج، قالوا: والثانية قلبت ياء للياء الأخيرة، ثم أدغمت في الثانية فقيل تقي، وقيل: تقي كان في الأصل وقيا، كأنه فعيل، ولذلك جمع على أتقياء. الجوهري: التقوى والتقى واحد، والواو مبدلة من الياء على ما ذكر في ريا. وحكى ابن بري عن القزاز: أن تقى جمع تقاة مثل طلاة وطلى. والتقاة:
التقية، يقال: اتقى تقية وتقاة مثل اتخم تخمة، قال ابن بري:
جعلهم هذه المصادر لاتقى دون تقى يشهد لصحة قول أبي سعيد المتقدم إنه لم يسمع تقى يتقي وإنما سمع تقى يتقي محذوفا من اتقى.
والوقاية التي للنساء، والوقاية، بالفتح لغة، والوقاء والوقاء: ما وقيت به شيئا.
والأوقية: زنة سبعة مثاقيل وزنة أربعين درهما، وإن جعلتها فعلية فهي من غير هذا الباب، وقال اللحياني: هي الأوقية وجمعها أواقي، والوقية، وهي قليلة، وجمعها وقايا. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أنه لم يصدق امرأة من نسائه أكثر من اثنتي عشرة أوقية ونش، فسرها مجاهد فقال: الأوقية أربعون درهما، والنش عشرون. غيره: الوقية وزن من أوزان الدهن، قال الأزهري:
واللغة أوقية، وجمعها أواقي وأواق. وفي حديث آخر مرفوع: ليس فيما دون خمس أواق من الورق صدقة، قال أبو منصور: خمس أواق مائتا درهم، وهذا يحقق ما قال مجاهد، وقد ورد بغير هذه الرواية: لا صدقة في أقل من خمس أواقي، والجمع يشدد ويخفف مثل أثفية وأثافي وأثاف، قال: وربما يجئ في الحديث وقية وليست بالعالية وهمزتها زائدة، قال: وكانت الأوقية قديما عبارة عن أربعين درهما، وهي في غير الحديث نصف سدس الرطل، وهو جزء من اثني عشر جزءا، وتختلف باختلاف اصطلاح البلاد. قال الجوهري: الأوقية في الحديث، بضم الهمزة وتشديد الياء، اسم لأربعين درهما، ووزنه أفعولة، والألف زائدة، وفي بعض الروايات وقية، بغير ألف، وهي لغة عامية، وكذلك كان فيما مضى، وأما اليوم فيما يتعارفها الناس ويقدر عليه الأطباء فالأوقية عندهم عشرة دراهم وخمسة أسباع درهم، وهو إستار وثلثا إستار، والجمع الأواقي، مشددا، وإن شئت خففت الياء في الجمع. والأواقي أيضا: جمع واقية، وأنشد بيت مهلهل: لقد وقتك الأواقي، وقد تقدم في صدر هذه الترجمة، قال: وأصله وواقي لأنه فواعل، إلا أنهم كرهوا اجتماع الواوين فقلبوا الأولى ألفا.
وسرج واق: غير معقر، وفي التهذيب: لم يكن