لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٢١٧
الكدا، بكسر الكاف قوله الكدا بكسر الكاف إلخ كذا في الأصل، وعبارة القاموس: والكداء ككساء المنع والقطع، وعبارة التكملة: وقال ابن الأنباري الكداء، بالكسر والمد:
القطع.) ، القطع من قولك أعطى قليلا وأكدى أي قطع. والكدا: المنع، قال الطرماح:
بلى ثم لم نملك مقادير سديت لنا من كدا هند، على قلة الثمد أبو عمرو: أكدى منع، وأكدى قطع، وأكدى إذا انقطع، وأكدى النبت إذا قصر من البرد، وأكدى العام إذا أجدب، وأكدى إذا بلغ الكدا، وهي الصحراء، وأكدى الحافر إذا حفر فبلغ الكدا، وهي الصخور، ولا يمكنه أن يحفر. وكديت أصابعه أي كلت من الحفر.
وفي حديث الخندق: فعرضت فيه كدية فأخذ المسحاة ثم سمى وضرب، الكدية: قطعه غليظة صلبة لا يعمل فيها الفأس، ومنه حديث عائشة تصف أباها، رضي الله عنهما: سبق إذ ونيتم ونجح إذ أكديتم أي ظفر إذ خبتم ولم تظفروا، وأصله من حافر البئر ينتهي إلى كدية فلا يمكنه الحفر فيتركه، ومنه: أن فاطمة، رضي الله عنها، خرجت في تعزية بعض جيرانها، فلما انصرفت قال لها رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لعلك بلغت معهم الكدى، أراد المقابر، وذلك لأنه كانت مقابرهم في مواضع صلبة، وهي جمع كدية، ويروى بالراء، وسيجئ. ابن الأعرابي:
أكدى افتقر بعد غنى، وأكدى قمئ خلقه، وأكدى المعدن لم يتكون فيه جوهر. وبلغ الناس كدية فلان إذا أعطى ثم منع وأمسك.
وكدي الجرو، بالكسر، يكدى كدا: وهو داء يأخذ الجراء خاصة يصيبها منه قئ وسعال حتى يكوى ما بين عينيه فيذهب. شمر: كدي الكلب كدا إذا نشب العظم في حلقه، ويقال: كدي بالعظم إذا غص به، حكاه عنه ابن شميل. وكدي الفصيل كدا إذا شرب اللبن ففسد جوفه. ومسك كدي: لا رائحة له.
والمكدية من النساء: الرتقاء. وما كداك عني أي ما حبسك وشغلك. وكدي وكداء: موضعان، وقيل: هما جبلان بمكة، وقد قيل كدا، بالقصر، قال ابن قيس الرقيات:
أنت ابن معتلج البطا ح كديها وكدائها (* قوله أنت ابن إلخ في التكملة: وقال عبيد الله بن قيس الرقيات يمدح عبد الملك بن مروان:
فاسمع أمير المؤمنين لمدحتي وثنائها، أنت ابن معتلج البطا * ح (البطاح) كديها وكدائها) ابن الأنباري: كداء، ممدود، جبل بمكة، وقال غيره: كدا جبل آخر، وقال حسان بن ثابت:
عدمنا خيلنا، إن لم تروها تثير النقع، موعدها كداء وقال بشير بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأنصاري:
فسل الناس، لا أبا لك عنا يوم سالت بالمعلمين كداء قال: وكذلك كدي، قال ابن قيس الرقيات:
أقفرت بعد عبد شمس كداء، فكدي فالركن فالبطحاء وفي الحديث: أنه دخل مكة عام الفتح من كداء ودخل في العمرة من كدى، وقد روي بالشك في الدخول والخروج على اختلاف الروايات وتكرارها.
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»
الفهرست