لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ١٤٨
المشكل من الأحكام، أصله من الفتى وهو الشاب الحدث الذي شب وقوي، فكأنه يقوي ما أشكل ببيانه فيشب ويصير فتيا قويا، وأصله من الفتى وهو الحديث السن. وأفتى المفتي إذا أحدث حكما. وفي الحديث: الإثم ما حك في صدرك وإن أفتاك الناس عنه وأفتوك أي وإن جعلوا لك فيه رخصة وجوازا. وقال أبو إسحق في قوله تعالى: فاستفتهم أهم أشد خلقا، أي فاسألهم سؤال تقرير أهم أشد خلقا أم من خلقنا من الأمم السالفة. وقوله عز وجل:
يستفتونك قل الله يفتيكم أي يسألونك سؤال تعلم. الهروي:
والتفاتي التخاصم، وأنشد بيت الطرماح: وهم أهل التفاتي.
والفتيا والفتوى والفتوى: ما أفتى به الفقيه، الفتح في الفتوى لأهل المدينة. والمفتي: مكيال هشام بن هبيرة، حكاه الهروي في الغريبين. قال ابن سيده: وإنما قضينا على ألف أفتى بالياء لكثرة ف ت ي وقلة ف ت و، ومع هذا إنه لازم، قال: وقد قدمنا أن انقلاب الألف عن الياء لاما أكثر. والفتي: قدح الشطار. وقد أفتى إذا شرب به.
والعمري: مكيال اللبن، قال: والمد الهشامي، وهو الذي كان يتوضأ به سعيد بن المسيب. وروى حضر بن يزيد الرقاشي عن امرأة من قومه أنها حجت فمرت على أم سلمة فسألتها أن تريها الإناء الذي كان يتوضأ منه سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأخرجته فقالت: هذا مكوك المفتي، قالت: أريني الإناء الذي كان يغتسل منه، فأخرجته فقالت:
هذا قفيز المفتي، قال الأصمعي: المفتي مكيال هشام بن هبيرة، أرادت تشبيه الإناء بمكوك هشام، أو أرادت مكوك صاحب المفتي فحذفت المضاف أو مكوك الشارب وهو ما يكال به الخمر. والفتيان: قبيلة من بجيلة إليهم ينسب رفاعة الفتياني المحدث، والله أعلم.
* فجا: الفجوة والفرجة: المتسع بين الشيئين، تقول منه: تفاجى الشئ صار له فجوة. وفي حديث الحج: كان يسير العنق فإذا وجد فجوة نص، الفجوة: الموضع المتسع بين الشيئين. وفي حديث ابن مسعود: لا يصلين أحدكم وبينه وبين القبلة فجوة أي لا يبعد من قبلته ولا سترته لئلا يمر بين يديه أحد. وفجا الشئ: فتحه.
والفجوة في المكان: فتح فيه. شمر: فجا بابه يفجوه إذا فتحه، بلغة طئ، قال ابن سيده: قاله أبو عمرو الشيباني، وأنشد للطرمح:
كحبة الساج فجا بابها صبح جلا خضرة أهدامها قال: وقوله فجا بابها يعني الصبح، وأما أجاف الباب فمعناه رده، وهما ضدان. وانفجى القوم عن فلان: انفرجوا عنه وانكشفوا، وقال:
لما انفجى الخيلان عن مصعب، أدى إليه قرض صاع بصاع والفجوة والفجواء، ممدود: ما اتسع من الأرض، وقيل: ما اتسع منها وانخفض. وفي التنزيل العزيز: وهم في فجوة منه، قال الأخفش: في سعة، وجمعه فجوات وفجاء، وفسره ثعلب بأنه ما انخفض من الأرض واتسع.
وفجوة الدار: ساحتها، وأنشد ابن بري:
ألبست قومك مخزاة ومنقصة، حتى أبيحوا وحلوا فجوة الدار وفجوة الحافر: ما بين الحوامي.
والفجا: تباعد ما بين الفخذين، وقيل: تباعد ما
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»
الفهرست