لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ١٥٣
وأما أفريت إفراء فهو من التشقيق على وجه الفساد. الأصمعي:
أفرى الجلد إذا مزقه وخرقه وأفسده يفريه إفراء. وفرى الأديم يفريه فريا، وفرى المزادة يفريها إذا خرزها وأصلحها.
والمفرية: المزادة المعمولة المصلحة. وتفرى عن فلان ثوبه إذا تشقق. وقال الليث: تفرى خرز المزادة إذا تشقق. قال ابن سيده: وحكى ابن الأعرابي وحده فرى أوداجه وأفراها قطعها. قال:
والمتقنون من أهل اللغة يقولون فرى للإفساد، وأفرى للإصلاح، ومعناهما الشق، وقيل: أفراه شقه وأفسده وقطعه، فإذا أردت أنه قدره وقطعه للإصلاح قلت فرآه فريا. الجوهري: وأفريت الأوداج قطعتها، وأنشد ابن بري لراجز:
إذا انتحى بنابه الهذهاذ، فرى عروق الودج الغواذي الجوهري: فريت الشئ أفريه فريا قطعته لأصلحه، وفريت المزادة خلقتها وصنعتها، وقال:
شلت يدا فارية فرتها (* قوله شلت يدا إلخ بين الصاغاني خلل هذا الانشاد في مادة صغر فقال وبعد الشطر الأول:
وعميت عين التي أرتها * أساءت الخرز وأنجلتها أعارت الاشفى وقدرتها * مسك شبوب... إلخ وأبدل الساقي بالنازع.) مسك شبوب ثم وفرتها، لو كانت الساقي أصغرتها قوله: فرتها أي عملتها. وحكى الجوهري عن الكسائي: أفريت الأديم قطعته على جهة الإفساد، وفريته قطعته على جهة الإصلاح. غيره:
أفريت الشئ شققته فانفرى وتفرى أي انشق. يقال: تفرى الليل عن صبحه، وقد أفرى الذئب بطن الشاة، وأفرى الجرح يفريه إذا بطه. وجلد فري: مشقوق، وكذلك الفرية، وقيل: الفرية من القرب الواسعة. ودلو فري: كبيرة واسعة كأنها شقت، وقول زهير:
ولأنت تفري ما خلقت، وبع‍ - ض القوم يخلق ثم لا يفري معناه تنفذ ما تعزم عليه وتقدره، وهو مثل. ويقال للشجاع:
ما يفري فريه أحد، بالتشديد، قال ابن سيده: هذه رواية أبي عبيد، وقال غيره: لا يفري فريه، بالتخفيف، ومن شدد فهو غلط. التهذيب:
ويقال للرجل إذا كان حادا في الأمر قويا تركته يفري الفرا (* قوله تركته يفري الفرا كذا ضبط في الأصل والتكملة وعزاه فيها للفراء، وعليه ففيها لغتان). ويقد، والعرب تقول: تركته يفري الفري إذا عمل العمل أو السقي فأجاد. وقال النبي، صلى الله عليه وسلم، في عمر، رضي الله عنه، ورآه في منامه ينزع عن قليب بغرب: فلم أر عبقريا يفري فريه، قال أبو عبيد: هو كقولك يعمل عمله ويقول قوله ويقطع قطعه، قال: وأنشدنا الفراء لزرارة بن صعب يخاطب العامرية:
قد أطعمتني دقلا حوليا مسوسا مدودا حجريا، قد كنت تفرين به الفريا أي كنت تكثرين فيه القول وتعظمينه. يقال: فلان يفري الفري إذا كان يأتي بالعجب في عمله، وروي يفري فريه، بسكون الراء والتخفيف، وحكي عن الخليل أنه أنكر التثقيل وغلط قائله. وأصل الفري: القطع، وتقول العرب: تركته
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»
الفهرست