لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ١٥٢
والفروة: جلدة الرأس. وفروة الرأس: أعلاه، وقيل: هو جلدته بما عليه من الشعر يكون للإنسان وغيره، قال الراعي:
دنس الثياب كأن فروة رأسه غرست، فأنبت جانباها فلفلا والفروة، كالثروة في بعض اللغات: وهو الغنى، وزعم يعقوب أن فاءها بدل من الثاء. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: وسئل عن حد الأمة فقال إن الأمة ألقت فروة رأسها من وراء الدار، وروي: من وراء الجدار، أراد قناعها، وقيل خمارها أي ليس عليها قناع ولا حجاب وأنها تخرج متبذلة إلى كل موضع ترسل إليه لا تقدر على الامتناع، والأصل في فروة الرأس جلدته بما عليها من الشعر، ومنه الحديث: إن الكافر إذا قرب المهل من فيه سقطت فروة وجهه أي جلدته، استعارها من الرأس للوجه. ابن السكيت: إنه لذو ثروة في المال وفروة بمعنى واحد إذا كان كثير المال. وروي عن علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، أنه قال على منبر الكوفة: اللهم إني قد مللتهم وملوني وسئمتهم وسئموني فسلط عليهم فتى ثقيف الذيال المنان يلبس فروتها ويأكل خضرتها، قال أبو منصور: أراد علي، عليه السلام، أن فتى ثقيف إذا ولي العراق توسع في فئ المسلمين واستأثر به ولم يقتصر على حصته، وفتى ثقيف: هو الحجاج بن يوسف، وقيل: إنه ولد في هذه السنة التي دعا فيها علي، عليه السلام، بهذا الدعاء وهذا من الكوائن التي أنبأ بها النبي، صلى الله عليه وسلم، من بعده، وقيل: معناه يتمتع بنعمتها لبسا وأكلا، وقال الزمخشري: معناه يلبس الدفئ اللين من ثيابها ويأكل الطري الناعم من طعامها، فضرب الفروة والخضرة لذلك مثلا، والضمير للدنيا. أبو عمرو: الفروة الأرض البيضاء التي ليس فيها نبات ولا فرش. وفي الحديث: أن الخضر، عليه السلام، جلس على فروة بيضاء فاهتزت تحته خضراء، قال عبد الرزاق: أراد بالفروة الأرض اليابسة، وقال غيره: يعني الهشيم اليابس من النبات، شبهه بالفروة.
والفروة: قطعة نبات مجتمعة يابسة، وقال:
وهامة فروتها كالفروه وفي حديث الهجرة: ثم بسطت عليه فروة، وفي أخرى: ففرشت له فروة. وقيل: أراد بالفروة اللباس المعروف.
وفرى الشئ يفريه فريا وفراه، كلاهما: شقه وأفسده، وأفراه أصلحه، وقيل: أمر بإصلاحه كأنه رفع عنه ما لحقه من آفة الفري وخلله. وتفرى جلده وانفرى: انشق. وأفرى أوداجه بالسيف: شقها. وكل ما شقه فقد أفراه وفراه، قال عدي بن زيد العبادي: فصاف يفري جلده عن سراته، يبذ الجياد فارها متتايعا أي صاف هذا الفرس يكاد يشق جلده عما تحته من السمن. وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، حين سئل عن الذبيحة بالعود فقال: كل ما أفرى الأوداج غير مثرد أي شققها وقطعها فأخرج ما فيها من الدم. يقال: أفريت الثوب وأفريت الحلة إذا شققتها وأخرجت ما فيها، فإذا قلت فريت، بغير ألف، فإن معناه أن تقدر الشئ وتعالجه وتصلحه مثل النعل تحذوها أو النطع أو القربة ونحو ذلك.
يقال: فريت أفري فريا، وكذلك فريت الأرض إذا سرتها وقطعتها. قال:
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»
الفهرست