لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٤٥٤
خرت وهو خرق النصاب، وإنما جعله مفصوما لتثنيه وانحنائه إذا نام، ولم يقل مقصوم، بالقاف، فيكون بائنا باثنين، قال ابن بري: قيل في نبه إنه المشهور، وقيل النفيس الضال الموجود عن غفلة لا عن طلب، وقيل: هو المنسي. الفراء: فأس فصيم (* قوله فأس فصيم كذا في الأصل والقاموس، والذي في التهذيب والتكملة: فيصم أي كصيقل). وهي الضخمة، وفأس فندأية لها خرت، وهو خرق النصاب، قال: وأما القصم، بالقاف، فأن ينكسر الشئ فيبين. وفي حديث أبي بكر: إني وجدت في ظهري انفصاما أي انصداعا، ويروى بالقاف، وهو قريب منه.
وفي الحديث: استغنوا عن الناس ولو عن فصمة السواك أي ما انكسر منه، ويروى بالقاف. وأفصم الفحل إذا جفر، ومنه قيل: كل فحل يفصم إلا الإنسان أي ينقطع عن الضراب. وانفصم المطر:
انقطع وأقلع. وأفصم المطر وأفصى إذا أقلع وانكشف، وأفصمت عنه الحمى. وفي حديث عائشة، رضوان الله عليها: أنها قالت رأيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ينزل عليه في اليوم الشديد البرد فيفصم الوحي عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا، فيفصم أي يقلع عنه. وفي بعض الحديث: فيفصم عني وقد وعيت يعني الوحي أي يقلع.
* فطم: فطم العود فطما: قطعه. وفطم الصبي يفطمه فطما، فهو فطيم: فصله من الرضاع. وغلام فطيم ومفطوم وفطمته أمه تفطمه: فصلته عن رضاعها. الجوهري: فطام الصبي فصاله عن أمه، فطمت الأم ولدها وفطم الصبي وهو فطيم، وكذلك غير الصبي من المراضع، والأنثى فطيم وفطيمة. وفي حديث امرأة رافع لما أسلم ولم تسلم: فقال ابنتي وهي فطيم أي مفطومة، وفعيل يقع على الذكر والأنثى، فلهذا لم تلحقه الهاء، وجمع الفطيم فطم مثل سرير وسرر، قال:
وإن أغار، فلم يحلو بطائلة في ليلة من حمير ساور الفطما وفي حديث ابن سيرين: بلغه أن ابن عبد العزيز أقرع بين الفطم فقال:
ما أرى هذا إلا من الاستقسام بالأزلام، جمع فطيم من اللبن أي مفطوم. قال ابن الأثير: وجمع فعيل في الصفات على فعل قليل في العربية، وما جاء منه شبه بالأسماء كنذير ونذر، فأما فعيل بمعنى مفعول فلم يرد إلا قليلا نحو عقيم وعقم وفطيم وفطم، وأراد بالحديث الإقراع بين ذراري المسلمين في العطاء، وإنما أنكره لأن الإقراع لتفضيل بعضهم على بعض في الفرض، والاسم الفطام، وكل دابة تفطم، قال اللحياني: فطمته أمه تفطمه، فلم يخص من أي نوع هو، وفطمت فلانا عن عادته، وأصل الفطم القطع. وفطم الصبي: فصله عن ثدي أمه ورضاعها. والفطيمة: الشاة إذا فطمت. وأفطمت السخلة: حان أن تفطم، عن ابن الأعرابي، فإذا فطمت فهي فاطم ومفطومة وفطيمة، عنه أيضا، قال: وذلك لشهرين من يوم ولادها. وتفاطم الناس إذا لهج بهمهم بأمهاته بعد الفطام فدفع هذا بهمه إلى هذا وهذا بهمه إلى هذا، وإذا كانت الشاة ترضع كل بهمة فهي المشفع. ابن الأعرابي قال: إذا تناولت أولاد الشياه العيدان قيل رمت وارتمت، فإذا أكلت قيل بهمة سامع (* قوله بهمة سامع كذا في الأصل على هذه الصورة). حتى يدنو فطامها، فإذا دنا فطامها قيل أفطمت البهمة، فإذا فطمت فهي فاطم ومفطومة وفطيم، وذلك لشهرين من يوم فطامها
(٤٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 449 450 451 452 453 454 455 456 457 458 459 ... » »»
الفهرست