لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٤٤٩
واضبط الليل، إذا طال السرى وتدجى بعد فور، واعتدل وجاءنا فحمة ابن جمير إذا جاء نصف الليل، أنشد ابن الكلبي:
عند ديجور فحمة ابن جمير طرقتنا، والليل داج بهيم والفاحم من كل شئ: الأسود بين الفحومة، ويبالغ فيه فيقال:
أسود فاحم. وشعر فحيم: أسود، وقد فحم فحوما. وشعر فاحم وقد فحم فحومة: وهو الأسود الحسن، وأنشد:
مبتلة هيفاء رؤد شبابها، لها مقلتا ريم وأسود فاحم وفحم وجهه تفحيما: سوده.
والمفحم: العيي. والمفحم: الذي لا يقول الشعر. وأفحمه الهم أو غيره: منعه من قول الشعر. وهاجاه فأفحمه: صادفه مفحما. وكلمه ففحم: لم يطق جوابا. وكلمته حتى أفحمته إذا أسكته في خصومة أو غيرها. وأفحمته أي وجدته مفحما لا يقول الشعر. يقال:
هاجيناكم فما أفحمناكم. قال ابن بري: يقال هاجيته فأفحمته بمعنى أسكته، قال: ويجئ أفحمته بمعنى صادفته مفحما، تقول: هجوته فأفحمته أي صادفته مفحما، قال: ولا يجوز في هذا هاجيته لأن المهاجاة تكون من اثنين، وإذا صادفه مفحما لم يكن منه هجاء، فإذا قلت فما أفحمناكم بمعنى ما أسكتناكم جاز كقول عمرو بن معد يكرب: وهاجيناكم فما أفحمناكم أي فما أسكتناكم عن الجواب. وفي حديث عائشة مع زينب بنت جحش: فلم ألبث أن أفحمتها أي أسكتها. وشاعر مفحم: لا يجيب مهاجيه، وقول الأخطل: وانزع إليك، فإنني لا جاهل بكم، ولا أنا، إن نطقت، فحوم قال ابن سيده: قيل في تفسيره فحوم مفحم، قال: ولا أدري ما هذا إلا أن يكون توهم حذف الزيادة فجعله كركوب وحلوب، أو يكون أراد به فاعلا من فحم إذا لم يطق جوابا، قال: ويقال للذي لا يتكلم أصلا فاحم.
وفحم الصبي، بالفتح، يفحم، وفحم فحما وفحاما وفحوما وفحم وأفحم كل ذلك إذا بكى حتى ينقطع نفسه وصوته. الليث: كلمني فلان فأفحمته إذا لم يطق جوابك، قال أبو منصور: كأنه شبه بالذي يبكي حتى ينقطع نفسه. وفحم الكبش وفحم، فهو فاحم وفحم: صاح. وثغا الكبش حتى فحم أي صار في صوته بحوحة.
* فخم: فخم الشئ يفخم فخامة وهو فخم: عبل، والأنثى فخمة.
وفخم الرجل، بالضم، فخامة أي ضخم. ورجل فخم أي عظيم القدر.
وفخمه وتفخمه: أجله وعظمه، قال كثير عزة:
فأنت، إذا عد المكارم، بينه وبين ابن حرب ذي النهى المتفخم والتفخيم: التعظيم. وفخم الكلام: عظمه. ومنطق فخم: جزل، على المثل، وكذلك حسب فخم، قال:
دع ذا وبهج حسبا مبهجا فخما، وسنن منطقا مزوجا وروي في حديث أبي هالة: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان فخما مفخما أي عظيما معظما في الصدور والعيون، ولم تكن خلقته في جسمه الضخامة، وقيل: الفخامة في وجهه نبله وامتلاؤه مع الجمال والمهابة. وأتينا فلانا ففخمناه أي عظمناه ورفعنا من شأنه، قال رؤبة:
(٤٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 444 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 ... » »»
الفهرست