لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٤١١
أطعمه. وفي التنزيل: فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما، ويقرأ: فكسونا العظم لحما، قال الأزهري: التوحيد والجمع هنا جائزان لأنه يعلم أن الإنسان ذو عظام، فإذا وحد فلأنه يدل على الجمع ولأن معه اللحم، ولفظه لفظ الواحد، وقد يجوز من التوحيد إذا كان في الكلام دليل على الجمع ما هو أشد من هذا، قال الراجز:
في حلقكم عظم وقد شجينا يريد في حلوقكم عظام. وقال عز وجل: قال من يحيي العظام وهي رميم، قال العظام وهي جمع ثم قال رميم فوحد، وفيه قولان: أحدهما أن العظام وإن كانت جمعا فبناؤها بناء الواحد لأنها على بناء جدار وكتاب وجراب وما أشبهها فوحد النعت للفظ، قال الشاعر:
يا عمرو جيرانكم باكر، فالقلب لا لاه ولا صابر والجيران جمع والباكر نعت للواحد، وجاز ذلك لأن الجيران لم يبن بناء الجمع وهو على بناء عرفان وسرحان وما أشبهه، والقول الثاني أن الرميم فعيل بمعنى مرموم، وذلك أن الإبل ترم العظام أي تقضمها وتأكلها، فهي رمة ومرمومة ورميم، ويجوز أن يكون رميم من رم العظم إذا بلي يرم. فهو رام ورميم أي بال.
وعظم وضاح: لعبة لهم يطرحون بالليل قطعة عظم فمن أصابه فقد غلب أصحابه فيقولون:
عظيم وضاح ضحن الليلة، لا تضحن بعدها من ليله وفي حديث: بينا هو يلعب مع الصبيان وهو صغير بعظم وضاح مر عليه يهودي فقال له لتقتلن صناديد هذه القرية، هي اللعبة المذكورة وكانوا إذا أصابه واحد منهم غلب أصحابه، وكانوا إذا غلب واحد من الفريقين ركب أصحابه الفريق الآخر من الموضع الذي يجدونه فيه إلى الموضع الذي رموا به منه. وعظم الفدان: لوحه العريض الذي في رأسه الحديدة التي تشق بها الأرض، والضاد لغة. والعظم: خشب الرحل بلا أنساع ولا أداة، وهو عظم الرحل. وقولهم في التعجب: عظم البطن بطنك وعظم البطن بطنك، بتخفيف الظاء، وعظم البطن بطنك، بسكون الظاء وينقلون ضمتها إلى العين، بمعنى عظم، وإنما يكون النقل فيما يكون مدحا أو ذما، وكل ما حسن أن يكون على مذهب نعم وبئس صح تخفيفه ونقل حركة وسطه إلى أوله، وما لم يحسن لم ينقل وإن جاز تخفيفه، تقول حسن الوجه وجهك وحسن الوجه وجهك وحسن الوجه وجهك، ولا يجوز أن تقول قد حسن وجهك لأنه لا يصلح فيه نعم، ويجوز أن تخففه فتقول قد حسن وجهك، فقس عليه. وأعظم الأمر وعظمه: فخمه. والتعظيم:
التبجيل.
والعظيمة والمعظمة: النازلة الشديدة والملمة إذا أعضلت. والعظمة: الكبرياء.
وذو عظم: عرض من أعراض خيبر فيه عيون جارية ونخيل عامرة.
وعظمات القوم: سادتهم وذو شرفهم. وعظم الشئ ومعظمه:
جله وأكثره. وعظم الشئ: أكبره. وفي الحديث: أنه كان يحدث ليلة عن بني إسرائيل
(٤١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 ... » »»
الفهرست