لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٤١٣
وفي الحديث: سوداء ولود خير من حسناء عقيم. قال ابن الأثير:
والمرأة عقيم ومعقومة، والرجل عقيم ومعقوم. وفي كلام الحاضرة: الرجال عنده بكم، والنساء بمثله عقم. ويقال للمرأة معقومة الرحم كأنها مسدودتها. ويقال: عقمت المرأة تعقم عقما وعقمت تعقم عقما وعقمت تعقم عقما، وأعقم الله رحمها فعقمت، على ما لم يسم فاعله. ورحم معقومة أي مسدودة لا تلد ومصدره العقم، وأنشد ابن بري للأعشى:
تلوي بعذق خصاب كلما خطرت عن فرج معقومة لم تتبع ربعا ورجل عقيم وعقام: لا يولد له، والجمع عقماء وعقام وعقمى.
وامرأة عقام ورجل عقام إذا كانا سيئي الخلق، وما كان عقاما ولقد عقم: تخلقه، وأنشد أبو عمرو:
وأنت عقام لا يصاب له هوى، وذو همة في المال، وهو مضيع ويقال للمرأة العقيم من سوء الخلق: عقمت. والدنيا عقيم أي لا ترد على صاحبها خيرا، وبوم القيامة يوم عقيم لأنه لا يوم بعده، فأما قول النبي، صلى الله عليه وسلم: العقل عقلان، فأما عقل صاحب الدنيا فعقيم، وأما عقل صاحب الآخرة فمثمر، فالعقيم ههنا الذي لا ينفع ولا يرد خيرا على المثل. والريح العقيم في كتاب الله: هي الدبور، قال الله تعالى: وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم، قال أبو إسحق: الريح العقيم التي لا يكون معها لقح أي لا تأتي بمطر إنما هي ريح الإهلاك، وقيل: هي لا تلقح الشجر ولا تنشئ سحابا ولا تحمل مطرا، عادلوا بها ضدها، وهو قولهم: ريح لاقح أي أنها تلقح الشجر وتنشئ السحاب، وجاؤوا بها على حذف الزائد وله نظائر كثيرة. ويقال: الملك عقيم لا ينفع فيه نسب لأن الأب يقتل ابنه على الملك. وقال ثعلب: معناه أنه يقتل أباه وأخاه وعمه في ذلك.
والعقم: القطع، ومنه قيل: الملك عقيم لأنه تقطع فيه الأرحام بالقتل والعقوق. وفي الحديث: اليمين الفاجرة التي يقتطع بها مال المسلم تعقم الرحم، يريد أنها تقطع الصلة والمعروف بين الناس. قال ابن الأثير: ويجوز أن يحمل على ظاهره.
وحرب عقام وعقام وعقيم: شديدة لا يلوي فيها أحد على أحد يكثر فيها القتل وتبقى النساء أيامى، ويوم عقيم وعقام وعقام كذلك.
وداء عقام وعقام: لا يبرأ، والضم أفصح، قالت ليلى:
شفاها من الداء العقام الذي بها غلام، إذا هز القناة سقاها قال الجوهري: العقام الداء الذي لا يبرأ منه، وقياسه الضم إلا أن المسموع هو الفتح. ابن الأعرابي: يقال فلان ذو عقميات إذا كان يلوي بخصمه. والعقام: اسم حية تسكن البحر، ويقال: إن الأسود من الحيات يأتي شط البحر فيصفر فتخرج إليه العقام فيتلاويان ثم يفترقان، فيذهب هذا في البر وترجع العقام إلى البحر. وناقة عقام: بازل شديدة، وأنشد ابن الأعرابي:
وإن أجدى أظلاها ومرت لمنهلها عقام خنشليل (* قوله لمنهلها كذا في الأصل تبعا للمحكم، والذي في مادة جدي منه:
لمنهبها، بالباء).
أجدى: من جدية الدم.
(٤١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 ... » »»
الفهرست