لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٢٩٨
بين الصفا والكعبة المسلم قيل في تفسيره أراد المستلم كأنه بنى فعله على فعل. ابن السكيت: استلامت الحجر، وإنما هو من السلام، وهي الحجارة، وكان الأصل استلمت.
وقال غيره: استلام الحجر افتعال في التقدير مأخوذ من السلام، وهي الحجارة، تقول: استلمت الحجر إذا لمسته من السلام كما تقول اكتحلت من الكحل، قال الأزهري: وهذا قول القتيبي، قال:
والذي عندي في استلام الحجر أنه افتعال من السلام وهو التحية، واستلامه لمسه باليد تحريا لقبول السلام منه تبركا به، وهذا كما يقال: اقترأت منه السلام، قال: وقد أملى علي أعرابي كتابا إلى بعض أهاليه فقال في آخره: اقترئ مني السلام: قال: وهذا يدل على صحة هذا القول أن أهل اليمن يسمون الركن الأسود المحيا، معناه أن الناس يحيونه بالسلام، فافهمه. وفي حديث ابن عمر قال:
استقبل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الحجر فاستلمه ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويلا فالتفت فإذا هو بعمر يبكي، فقال: يا عمر، ههنا تسكب العبرات. وروى أبو الطفيل قال:
رأيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يطوف على راحلته يستلم بمحجنه ويقبل المحجن، قال الليث: استلم الحجر لمسه إما بالقبلة أو باليد، لا يهمز لأنه مأخوذ من السلام، وهو الحجر، كما تقول استنوق الجمل، وبعضهم يهمزه.
والسلامي: عام الأصابع في اليد والقدم. وسلامي البعير: عظام فرسنه. قال ابن الأعرابي: السلامي عظام صغار على طول الإصبع أو قريب منها:، في كل يد وجل أربع سلاميات أو ثلاث. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: على كل سلامي من أحدكم صدقة، ويجزئ في ذلك ركعتان يصليهما من الضحى: قال ابن الأثير:
السلامي جمع سلامية وهي الأنملة من الأصابع، وقيل: واحده وجمعه سواء، وتجمع على سلاميات، وهي التي بين كل مفصلين من أصابع الانسان، وقيل: السلامي كل عظم مجوف من صغار العام.
وفي حديث خزيمة في ذكر السنة: حتى آل السلامي أي رجع إليه المخ، قال أبو عبيد: السلامي في الأصل عظم يكون في فرسن البعير، ويقال:
إن آخر ما يبقى فيه المخ من البعير إذا عجف في السلامي وفي العين، فإذا ذهب منهما لم يكن له بقية بعد، وأنشد لأبي ميمون النضر بن سلمة العجلي:
لا يشتكين عملا ما أنقين، ما دام مخ في سلامي أو عين قال: وكأن معنى قوله على كل سلامي من أحدكم صدقة أن على كل عظم من عظام ابن آدم صدقة، والركعتان تجزيان من تلك الصدقة. وقاتل الليث:
السلامي عام الأصابع والأشاجع والأكارع، وهي كعابر كأنها كعاب، والجمع سلاميات، قال ابن شميل: في القدم قصبها وسلامياتها، وقال: عظام القدم كلها سلاميات، وقصب عظام الأصابع أيضا سلاميات، الواحدة سلامي، وفي كل فرسن ست سلاميات ومنسمان وأظل.
الجوهري: ويقال للجلدة التي بين العين والانف سالم، وقال عبد الله بن عمر في ابنه سالم:
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»
الفهرست