لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ١٢
مساكنها الجبال في بلاد قيس فهي على ما وصف، وأما التي مساكنها الرمل في بلاد تميم فهي الخوالص البياض، فأنكر يعقوب واستأذن ابن الأعرابي على تفيئة ذلك فقال أبو أيوب: قد جاءكم من يفصل بينكم، فدخل، فقال له أبو أيوب: يا أبا عبد الله، ما تقول في الأدم من الظباء؟
فتكلم كأنما ينطق عن لسان ابن السكيت، فقلت: يا أبا عبد الله، ما تقول في ذي الرمة؟ قال: شاعر، قلت: ما تقول في قصيدته صيدح (* قوله في قصيدته صيدح هكذا في الأصل والتهذيب وشرح القاموس، ولعله في قصيدته في صيدح لأنه اسم لناقة ذي الرمة ويمكن أن يكون سمى القصيدة باسمها)؟ قال:
هو بها أعرف منها به، فأنشدته:
من المؤلفات الرمل أدماء حرة، شعاع الضحى في متنها يتوضح فسكت ابن الأعرابي وقال: هي العرب تقول ما شاءت. ابن سيده: الأدم من الظباء ظباء بيض يعلوها جدد فيها غبرة، زاد غيره: وتسكن الجبال، قال: وهي على ألوان الجبال، يقال: ظبية أدماء، قال: وقد جاء في شعر ذي الرمة أدمانة، قال:
أقول للركب لما أعرضت أصلا:
أدمانة لم تربيها الأجاليد قال ابن بري: الأجاليد جمع أجلاد، وأجلاد جمع جلد، وهو ما صلب من الأرض، وأنكر الأصمعي أدمانة لأن أدمانا جمع مثل حمران وسودان ولا تدخله الهاء، وقال غيره: أدمانة وأدمان مثل خمصانة وخمصان، فجعله مفردا لا جمعا، قال: فعلى هذا يصح قوله. الجوهري:
والأدمة في الإبل البياض الشديد. يقال: بعير آدم وناقة أدماء، والجمع أدم، قال الأخطل في كعب بن جعيل:
فإن أهجه يضجر كما ضجر بازل من الأدم، دبرت صفحتاه وغاربه ويقال: هو الأبيض الأسود المقلتين.
واختلف في اشتقاق اسم آدم فقال بعضهم: سمي آدم لأنه خلق من أدمة الأرض، وقال بعضهم: لأدمة جعلها الله تعالى فيه، وقال الجوهري: آدم أصله بهمزتين لأنه أفعل، إلا أنهم لينوا الثانية، فإذا احتجت إلى تحريكها جعلتها واوا وقلت أوادم في الجمع، لأنه ليس لها أصل في الياء معروف، فجعل الغالب عليها الواو، عن الأخفش، قال ابن بري: كل ألفق مجهولة لا يعرف عماذا انقلابها، وكانت عن همزة بعد همزة يدعو أمر إلى تحريكها، فإنها تبدل واوا حملا على ضوارب وضويرب، فهذا حكمها في كلام العرب إلا أن تكون طرفا رابعة فحينئذ تبدل ياء، وقال الزجاج (* قوله وقال الزجاج إلخ كذا في الأصل، وعبارة التهذيب: وقال الزجاج يقول أهل اللغة في آدم إن اشتقاقه من أديم الأرض لأنه خلق من تراب): يقول أهل اللغة إن اشتقاق آدم لأنه خلق من تراب، وكذلك الأدمة إنما هي مشبهة بلون التراب، وقوله:
سادوا الملوك فأصبحوا في آدم، بلغوا بها غر الوجوه فحولا جعل آدم اسما للقبيلة لأنه قال بلغوا بها، فأنث وجمع وصرف آدم ضرورة، وقوله:
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست