لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٢٣
بمعناه، ومنه الحديث: كانوا يتأممون شرار ثمارهم في الصدقة أي يتعمدون ويقصدون، ويروى يتيممون، وهو بمعناه، ومنه حديث كعب بن مالك: وانطلقت أتأمم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وفي حديث كعب بن مالك: فتيممت بها التنور أي قصدت. وفي حديث كعب بن مالك: ثم يؤمر بأم الباب على أهل النار فلا يخرج منهم غم أبدا أي يقصد إليه فيسد عليهم.
وتيممت الصعيد للصلاة، وأصله التعمد والتوخي، من قولهم تيممتك وتأممتك. قال ابن السكيت: قوله: فتيمموا صعيدا طيبا، أي اقصدوا لصعيد طيب، ثم كثر استعمالهم لهذه الكلمة حتى صار التيمم اسما علما لمسح الوجه واليدين بالتراب. ابن سيده: والتيمم التوضؤ بالتراب على البدل، وأصله من الأول لأنه يقصد التراب فيتمسح به. ابن السكيت: يقال أممته أما وتيممته تيمما وتيممته يمامة، قال: ولا يعرف الأصمعي أممته، بالتشديد، قال: ويقال أممته وأممته وتأممته وتيممته بمعنى واحد أي توخيته وقصدته. قال:
والتيمم بالصعيد مأخوذ من هذا، وصار التيمم عند عوام الناس التمسح بالتراب، والأصل فيه القصد والتوخي، قال الأعشى:
تيممت قيسا وكم دونه، من الأرض، من مهمه ذي شزن وقال اللحياني: يقال أموا ويموا بمعنى واحد، ثم ذكر سائر اللغات.
ويممت المريض فتيمم للصلاة، وذكر الجوهري أكثر ذلك في ترجمة يمم بالياء. ويممته برمحي تيميما أي توخيته وقصدته دون من سواه، قال عامر بن مالك ملاعب الأسنة:
يممته الرمح صدرا ثم قلت له:
هذي المروءة لا لعب الزحاليق وقال ابن بري في ترجمة يمم: واليمامة القصد، قال المرار:
إذا خف ماء المزن عنها، تيممت يمامتها، أي العداد تروم وجمل مئم: دليل هاد، وناقة مئمة كذلك، وكله من القصد لأن الدليل الهادي قاصد.
والإمة: الحالة، والإمة والأمة: الشرعة والدين. وفي التنزيل العزيز: إنا وجدنا آباءنا على أمة، قاله اللحياني، وروي عن مجاهد وعمر بن عبد العزيز: على إمة. قال الفراء: قرئ إنا وجدنا آباءنا على أمة، وهي مثل السنة، وقرئ على إمة، وهي الطريقة من أممت. يقال: ما أحسن إمته، قال: والإمة أيضا النعيم والملك، وأنشد لعدي بن زيد:
ثم، بعد الفلاح والملك والإممة، وارتهم هناك القبور قال: أراد إمامة الملك ونعيمه. والأمة والإمة: الدين.
قال أبو إسحق في قوله تعالى: كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين، أي كانوا على دين واحد. قال أبو إسحق: وقال بعضهم في معنى الآية: كان الناس فيما بين آدم ونوح كفارا فبعث الله النبيين يبشرون من أطاع بالجنة وينذرون من عصى بالنار. وقال آخرون: كان جميع من مع نوح في السفينة مؤمنا ثم تفرقوا من بعد عن كفر فبعث الله النبيين. وقال آخرون: الناس كانوا كفارا فبعث الله إبراهيم والنبيين من بعده. قال
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست