لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ١١
وخشونتها، وهي ظاهره. قال ابن سيده: وقد يقال رجل مبشر مؤدم وامرأة مبشرة مؤدمة فيقدمون المبشر على المؤدم، قال: والأول أعرف أعني تقديم المؤدم على المبشر.
وقيل: الأدمة ما ظهر من جلدة الرأس. وأدمة الأرض: باطنها، وأديمها، وجهها، وأديم الليل: ظلمته، عن ابن الأعرابي، وأنشد: قد أغتدي والليل في جريمه، والصبح قد نشم في أديمه وأديم النهار: بياضه. حكى ابن الأعرابي: ما رأيته في أديم نهار ولا سواد ليل، وقيل: أديم النهار عامته. وحكى اللحياني:
جئتك أديم الضحي أي عند ارتفاع الضحى. وأديم السماء: ما ظهر منها. وفلان برئ الأديم مما يلطخ به.
والأدمة: السمرة. والآدم من الناس: الأسمر. ابن سيده:
الأدمة في الإبل لون مشرب سوادا أو بياضا، وقيل: هو البياض الواضح، وقيل: في الظباء لون مشرب بياضا وفي الإنسان السمرة. قال أبو حنيفة: الأدمة البياض، وقد أدم وأدم، فهو آدم، والجمع أدم، كسروه على فعل كما كسروا فعولا على فعل، نحو صبور وصبر، لأن أفعل من الثلاثة (* قوله لأن أفعل من الثلاثة إلخ هكذا في الأصل، ولعله لان أفعل من ذي الثلاثة وفيه زيادة كما أن فعولا إلخ). وفيه كما أن فعولا فيه زيادة وعدة حروفه كعدة حروف فعول، إلا أنهم لا يثقلون العين في جمع أفعل إلا أن يضطر شاعر، وقد قالوا في جمعه أدمان، والأنثى أدماء وجمعها أدم، ولا يجمع على فعلان، وقول ذي الرمة:
والجيد، من أدمانة، عتود عيب عليه فقيل: إنما يقال هي أدماء، والأدمان جمع كأحمر وحمران، وأنت لا تقول حمرانة ولا صفرانة، وكان أبو علي يقول: بني من هذا الأصل فعلانة كخمصانة. والعرب تقول: قريش الإبل أدمها وصهبتها، يذهبون في ذلك إلى تفضيلها على سائر الإبل، وقد أوضحوا ذلك بقولهم: خير الإبل صهبها وحمرها، فجعلوهما خير أنواع الإبل، كما أن قريشا خير الناس. وفي الحديث: أنه لما خرج من مكة قال له رجل: إن كنت تريد النساء البيض والنوق الأدم فعليك ببني مدلج، قال ابن الأثير: الأدم جمع آدم كأحمر وحمر.
والأدمة في الإبل: البياض مع سواد المقلتين، قال: وهي في الناس السمرة الشديدة، وقيل: هو من أدمة الأرض، وهو لونها، قال: وبه سمي آدم أبو البشر، على نبينا وعليه الصلاة والسلام.
الليث: والأدمة في الناس شربة من سواد، وفي الإبل والظباء بياض. يقال: ظبية أدماء، قال: ولم أسمع أحدا يقول للذكور من الظباء أدم، قال: وإن قيل كان قياسا. وقال الأصمعي: الآدم من الإبل الأبيض، فإن خالطته حمرة فهو أصهب، فإن خالطت الحمرة صفاء فهو مدمى. قال: والأدم من الظباء بيض تعلوهن جدد فيهن غبرة، فإن كانت خالصة البياض فهي الآرام. وروى الأزهري بسنده عن أحمد بن عبيد بن ناصح قال: كنا نألف مجلس أبي أيوب بن أخت الوزير فقال لنا يوما، وكان ابن السكيت حاضرا: ما تقول في الأدم من الظباء؟ فقال: هي البيض البطون السمر الظهور يفصل بين لون ظهورها وبطونها جدتان مسكيتان، قال: فالتفت إلي وقال: ما تقول يا أبا جعفر؟ فقلت؟ الأدم على ضربين: أما التي
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»
الفهرست