لسان العرب - ابن منظور - ج ١٠ - الصفحة ٤٤١
واحد منهما سكة لأنه طبع بالحديدة المعلمة له، ويقال له السك، وكل مسار عند العرب سك، قال امرؤ القيس يصف درعا:
ومشدودة السك موضونة، تضاءل في الطي كالمبرد قوله ومشدودة منصوب لأنه معطوف على قوله:
وأعددت للحرب وثابة، جواد المحثة والمرود وسكة الحراث: حديدة الفدان. وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: ما دخلت السكة دار قوم إلا ذلوا.
والسكة في هذا الحديث: الحديدة التي يحرث بها الأرض، وهي السن واللؤمة، وإنما قال صلى الله عليه وسلم، إنها لا تدخل دار قوم إلا ذلوا كراهة اشتغال المهاجرين والمسلمين عن مجاهدة العدو بالزراعة والخفض، وإنهم إذا فعلوا ذلك طولبوا بما يلزمهم من مال الفئ فيلقون عنتا من عمال الخراج وذلا من الإلزامات، وقد علم، عليه السلام، ما يلقاه أصحاب الضياع والمزارع من عسف السلطان وإيجابه عليهم بالمطالبات، وما ينالهم من الذل عند تغير الأحوال بعده، وقريب من هذا الحديث قوله في الحديث الآخر: العز في نواصي الخيل والذل في أذناب البقر، وقد ذكرت السكة في ثلاثة أحاديث بثلاثة معان مختلفة. والسكة والسنة: المأن الذي تحرث به الأرض.
ابن الأعرابي: السك لؤم الطبع. يقال: هو بسك طبعه يفعل ذلك.
وسك إذا ضيق، وسك إذا لؤم. والسكة: السطر المصطف من الشجر والنخيل، ومنه الحديث المأثور: خير المال سكة مأبورة ومهرة مأمورة، المأبورة: المصلحة الملقحة من النخل، والمأمورة: الكثيرة النتاج والنسل، وقيل: السكة المأبورة هي الطريق المستوية المصطفة من النخل، والسة الزقاق، وقيل: إنما سميت الأزقة سككا لاصطفاف الدور فيها كطرائق النخل. وقال أبو حنيفة: كان الأصمعي يذهب في السكة المأبورة إلى الزرع ويجعل السكة هنا سكة الحراث كأنه كنى بالسكة عن الأرض المحروثة، ومعنى هذا الكلام خير المال نتاج أو زرع، والسكة أوسع من الزقاق، سميت بذلك لاصطفاف الدور فيها على التشبيه بالسكة من النخل. والسكة: الطريق المستوي، وبه سميت سكك البريد، قال الشماخ:
حنت على سكة الساري فجاوبها حمامة من حمام، ذات أطواق أي على طريق الساري، وهو موضع، قال العجاج:
نضربهم إذ أخذوا السكائكا الأزهري: سمعت أعرابيا يصف دحلا دحله فقال: ذهب فمه سكا في الأرض عشر قيم ثم سرب يمينا، أراد بقوله سكا أي مستقيما لا عوج فيه. والسكة: الطريقة المصطفة من النخل. وضربوا بيوتهم سكاكا أي صفا واحدا، عن ثعلب، ويقال بالشين المعجمة، عن ابن الأعرابي. وأدرك الأمر بسكته أي في حين إمكانه.
واللوح والسكاك والسكاكة: الهواء بين السماء والأرض، وقيل:
الذي لا يلاقي أعنان السماء، ومنه قولهم: لا أفعل ذلك ولو نزوت في السكاك أي في السماء. وفي حديث الصبية المفقودة. قالت فحملني على خافية من خوافيه ثم دوم بي في السكاك، السكاك والسكاكة:
الجو وهو ما بين
(٤٤١)
مفاتيح البحث: العزّة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 436 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف القاف فصل الألف 3
2 فصل الباء 13
3 فصل التاء 31
4 فصل الثاء 33
5 فصل الجيم 34
6 فصل الحاء 37
7 فصل الخاء 72
8 فصل الدال المهملة 94
9 فصل الذال المعجمة 108
10 فصل الراء المهملة 112
11 فصل الزاي 137
12 فصل السين المهملة 151
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 193
15 فصل الضاد المعجمة 208
16 فصل الطاء المهملة 209
17 فصل العين المهملة 234
18 فصل الغين المعجمة 281
19 فصل الفاء 296
20 فصل القاف 321
21 فصل الكاف 326
22 فصل اللام 326
23 فصل الميم 335
24 فصل النون 350
25 فصل الهاء 364
26 فصل الواو 370
27 فصل الياء المثناة تحتها 386
28 حرف الكاف فصل الألف 388
29 فصل الباء الموحدة 395
30 فصل التاء المثناة فوقها 405
31 فصل الحاء المهملة 407
32 فصل الخاء المعجمة 419
33 فصل الدال المهملة 419
34 فصل الراء 431
35 فصل الزاي 435
36 فصل السين المهملة 438
37 فصل الشين المعجمة 446
38 فصل الصاد المعجمة 455
39 فصل الضاد المعجمة 459
40 فصل العين المهملة 463
41 فصل الغين المعجمة 472
42 فصل الفاء 472
43 فصل الكاف 481
44 فصل اللام 481
45 فصل الميم 485
46 فصل النون 497
47 فصل الهاء 502
48 فصل الواو 509
49 فصل الياء المثناة تحتها 515