لسان العرب - ابن منظور - ج ١٠ - الصفحة ٣١٦
فمن هنا دخلت على هذه في هذه الأفعال. وقوله تعالى: لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، أراد تعالى: لأكلوا من قطر السماء ومن نبات الأرض، وقيل: قد يكون هذا من جهة التوسعة كما تقول فلان في خير من فرقه إلى قدمه. وقوله تعالى: إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم، عنى الأحزاب وهم قريش وغطفان وبنو قريظة قد جاءتهم من قوقهم وجاءت قريش وغطفان من ناحية مكة من أسفل منهم.
وفاق الشئ فوقا وفواقا: علاه. وتقول: فلان يفوق قومه أي يعلوهم، ويفوق سطحا أي يعلوه. وجارية فائقة: فاقت في الجمال. وقولهم في الحديث المرفوع: إنه قسم الغنائم يوم بدر عن فواق أي قسمها في قدر فواق ناقة، وهو قدر ما بين الحلبتين من الراحة، تضم فاؤه وتفتح، وقيل:
أراد التفضيل في القسمة كأنه جعل بعضهم أفوق من بعض على قدر غنائهم وبلائهم، وعن ههنا بمنزلتها في قولك أعطيته عن رغبة وطيب نفس، لأن الفاعل وقت إنشاء الفعل إذا كان متصفا بذلك كان الفعل صادرا عنه لا محالة ومجاوزا له، وقال ابن سيده في الحديث: أرادوا التفضيل وأنه جعل بعضهم فيها فوق بعض على قدر غنائهم يومئذ، وفي التهذيب: كأنه أراد فعل ذلك في قدر فواق ناقة، وفيه لغتان: من فواق وفواق. وفاق الرجل صاحبه:
علاه وغلبه وفضله. وفاق الرجل أصحابه يفوقهم أي علاهم بالشرف. وفي الحديث حبب إلي الجمال حتى ما أحب أن يفوقني أحد بشراك نعل، فقت فلانا أي صرت خيرا منه وأعلى وأشرف كأنك صرت فوقه في المرتبة، ومنه الشئ الفائق وهو الجيد الخالص في نوعه، ومنه حديث حنين:
فما كان حصن ولا حابس يفوقان مرداس في مجمع وفاق الرجل فواقا إذا شخصت الريح من صدره. وفلان يفوق بنفسه فؤوقا إذا كانت نفسه على الخروج مثل يريق بنفسه. وفاق بنفسه يفوق عند الموت فوقا وفؤوقا: جاد، وقيل: مات.
ابن الأعرابي: الفوق نفس الموت. أبو عمرو: الفوق الطريق الأول، والعرب تقول في الدعاء: رجع فلان إلى فوقه أي مات، وأنشد:
ما بال عرسي شرقت بريقها، ثمت لا يرجع لها في فوقها؟
أي لا يرجع ريقها إلى مجراه. وفاق يفوق فؤوقا وفواقا: أخذه البهر. والفواق: ترديد الشهقة العالية. والفواق: الذي يأخذ الإنسان عند النزع، وكذلك الريح التي تشخص من صدره، وبه فواق، الفراء:
يجمع الفواق أفيقة، والأصل أفوقة فنقلت كسرة الواو لما قبلها فقلبت ياء لانكسار ما قبلها، ومثله: أقيموا الصلاة، الأصل أقوموا فألقوا حركة الواو على القاف فانكسرت وقلبوا الواو ياء لكسرة القاف فقرئت أقيموا، كذلك قولهم أفيقة.
قال: وهذا ميزان واحد، ومثله مصيبة كانت في الأصل مصوبة وأفوقة مثل جواب وأجوبة. والفواق والفواق: ما بين الحلبتين من الوقت لأنها تحلب ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل لتدر ثم تحلب. يقال: ما أقام عنده إلا فواقا. وفي حديث علي: قال له الأسير يوم صفين: أنظرني فواق ناقة أي أخرني قدر ما بين الحلبتين. وفلان يفوق بنفسه فؤوقا إذا كانت نفسه على الخروج.
(٣١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف القاف فصل الألف 3
2 فصل الباء 13
3 فصل التاء 31
4 فصل الثاء 33
5 فصل الجيم 34
6 فصل الحاء 37
7 فصل الخاء 72
8 فصل الدال المهملة 94
9 فصل الذال المعجمة 108
10 فصل الراء المهملة 112
11 فصل الزاي 137
12 فصل السين المهملة 151
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 193
15 فصل الضاد المعجمة 208
16 فصل الطاء المهملة 209
17 فصل العين المهملة 234
18 فصل الغين المعجمة 281
19 فصل الفاء 296
20 فصل القاف 321
21 فصل الكاف 326
22 فصل اللام 326
23 فصل الميم 335
24 فصل النون 350
25 فصل الهاء 364
26 فصل الواو 370
27 فصل الياء المثناة تحتها 386
28 حرف الكاف فصل الألف 388
29 فصل الباء الموحدة 395
30 فصل التاء المثناة فوقها 405
31 فصل الحاء المهملة 407
32 فصل الخاء المعجمة 419
33 فصل الدال المهملة 419
34 فصل الراء 431
35 فصل الزاي 435
36 فصل السين المهملة 438
37 فصل الشين المعجمة 446
38 فصل الصاد المعجمة 455
39 فصل الضاد المعجمة 459
40 فصل العين المهملة 463
41 فصل الغين المعجمة 472
42 فصل الفاء 472
43 فصل الكاف 481
44 فصل اللام 481
45 فصل الميم 485
46 فصل النون 497
47 فصل الهاء 502
48 فصل الواو 509
49 فصل الياء المثناة تحتها 515