وفواق الناقة وفواقها:
رجوع اللبن في ضرعها بعد حلبها. يقال: لا تنتظره فواق ناقة، وأقام فواق ناقة، جعلوه ظرفا على السعة. وفواق الناقة وفواقها: ما بين الحلبتين إذا فتحت يدك، وقي: إذا قبض الحالب على الضرع ثم أرسله عند الحلب. وفيقتها: درتها من الفواق، وجمعها فيق وفيق، وحكى كراع فيقة الناقة، بالفتح، ولا أدري كيف ذلك. وفاقت الناقة بدرتها إذا أرسلتها على ذلك. وأفاقت الناقة تفيق إفاقة أي اجتمعت الفيقة في ضرعها، وهي مفيق ومفيقة: در لبنها، والجمع مفاويق. وفوقها أهلها وأستفاقوها: نفسوا حلبها، وحكى أبو عمرو في الجزء الثالث من نوادره بعد أن أنشد لأبي الهيثم التغلبي يصف قسيا:
لنا مسائح زور، في مراكضها لين، وليس بها وهي ولا رفق شدت بكل صهابي تئط به، كما تئط إذا ما ردت الفيق قال: الفيق جمع مفيق وهي التي يرجع إليها لبنها بعد الحلب، وذلك أنهم يحلبون الناقة ثم يتركونها ساعة حتى تفيق. يقال: أفاقت الناقة فاحلبها. قال ابن بري: قوله الفيق جمع مفيق قياسه جمع فيوق أو فائق. وأفاقت الناقة واستفاقها أهلها إذا نفسوا حلبها حتى تجتمع درتها. والفواق والفواق: ما بين الحلبتين من الوقت، والفواق ثائب اللبن بعد رضاع أو حلاب، وهو أن تحلب ثم تترك ساعة حتى تدر، قال الراجز:
ألا غلام شب من لداتها، معاود لشرب أفوقاتها أفوقات: جمع أفوقة، وأفوقة جمع فواق. وقد فاقت تفوق فواقا وفيقة، وكلما اجتمع من الفواق درة، فاسمها الفيقة. وقال ابن الأعرابي: أفاقت الناقة تفيق إفاقة وفواقا إذا جاء حين حلبها. ابن شميل: الإفاقة للناقة أن ترد من الرعي وتترك ساعة حتى تستريح وتفيق، وقال زيد بن كثوة: إفاقة الدرة رجوعها، وغرارها ذهابها.
يقال: استفق الناقة أي لا تحلبها قبل الوقت، ومنه قوله: لا تستفق من الشراب أي لا تشربه في الوقت، وقيل: معناه لا تجعل لشربه وقتا إنما تشربه دائما. ابن الأعرابي: المفوق الذي يؤخذ قليلا قليلا من مأكول أو مشروب. ويقال: أفاق الزمان إذا أخصب بعد جدب، قال الأعشى:
المهينين ما لهم في زمان السوء، حتى إذا أفاق أفاقوا يقول: إذا أفاق الزمان بالخصب أفاقوا من نحر الإبل. وقال نصير:
يريد إذا أفاق الزمان سهمه ليرميهم بالقحط أفاقوا له سهامهم بنحر الإبل. وأفاويق السحاب: مطرها مرة بعد مرة. والأفاويق: ما اجتمع من الماء في السحاب فهو يمطر ساعة بعد ساعة، قال الكميت:
فباتت تثج أفاويقها، سجال النطاف عليه غزارا أي تثج أفاويقها على الثور الوحشي كسجال النطاف، قال ابن سيده: أراهم كسروا فوقا على أفواق ثم كسروا أفواقا على أفاويق. قال أبو عبيد في حديث أبي موسى الأشعري وقد تذاكر هو ومعاذ قراءة القرآن فقال أبو موسى: أما أنا فأتفوقه تفوق