كسر من عينيه تقويم الفوق والجمع أفواق وفوق. وذهب بعضهم إلى أن فوقا جمع فوقة، وقال أبو يوسف: يقال فوقة وفوق وأفواق، وأنشد بيت رؤبة أيضا، وقال: هذا جمع فوقة، ويقال فقوة وفقا، على القلب. ابن الأعرابي:
الفوقة الأدباء الخطباء. ويقال للإنسان تشخص الريح في صدره: فاق يفوق فواقا. وفي حديث عبد الله بن مسعود في قوله: إنا أصحاب محمد اجتمعنا فأمرنا عثمان ولم نأل عن خيرنا ذا فوق، قال الأصمعي: قوله ذا فوق يعني السهم الذي له فوق وهو موضع الوتر، فلهذا خص ذا الفوق، وإنما قال خيرنا ذا فوق ولم يقل خيرنا سهما لأنه قد يقال له سهم، وإن لم يكن أصلح فوقه ولا أحكم عمله، فهو سهم وليس بتام كامل، حتى إذا أصلح فوقه وأحكم عمله فهو حينئذ سهم ذو فوق، فجعله عبد الله مثلا لعثمان، رضي الله عنه، يقول: إنه خيرنا سهما تاما في الإسلام والفضل والسابقة، والجمع أفواق، وهو الفوقة أيضا، والجمع فوق وفقا مقلوب، قال الفند الزماني شهل بن شيبان:
ونبلي وفقاها كمراقيب قطا طحل وقال الكميت:
ومن دون ذاك قسي المنو ن، لا الفوق نبلا ولا النصل أي ليست القوس بفوقاء النبل وليست نبالها بفوق ولا بنصل أي بخارجة النصال من أرعاظها، قال: ونصب نبلا على توهم التنوين وإخراج اللام كما تقول: هو حسن وجها وكريم والدا. والفوق: لغة في الفوق. وسهم أفوق: مكسور الفوق.
وفي المثل: رددته بأفوق ناصل إذا أخسست حظه. ورجع فلان بأفوق ناصل إذا خس حظه أو خاب. ومثل للعرب يضرب للطالب لا يجد ما طلب: رجع بأفوق ناصل أي بسهم منكسر الفوق لا نصل له أي رجع بحظ ليس بتمام.
ويقال: ما بللت منه بأفوق ناصل، وهو السهم المنكسر. وفي حديث علي، رضي الله عنه: ومن رمى بكم فقد رمى بأفوق ناصل أي رمى بسهم منكسر الفوق لا نصل له. والأفوق: السهم المكسور الفوق. ويقال:
محالة فوقاء إذا كان لكل سن منها فوقان مثل فوقي السهم.
وانفاق السهم: انكسر فوقه أو انشق. وفقته أنا أفوقه: كسرت فوقه. وفوقته تفويقا: عملت له فوقا. وأفقت السهم وأوفقته وأوفقت به، كلاهما على القلب: وضعته في الوتر لأرمي به، وفي التهذيب: فإن وضعته في الوتر لترمي به قلت فقت السهم وأفوقته. وقال الأصمعي: أفقت بالسهم وأوفقت بالسهم، بالباء، وقيل: ولا يقال أوفقته وهو من النوادر. الأصمعي: فوق نبله تفويقا إذا فرضها وجعل لها أفواقا. ابن الأعرابي: الفوق السهام الساقطات النصول. وفاق الشئ يفوقه إذا كسره، قال أبو الربيس:
يكاد يفوق الميس، ما لم يردها أمين القوى من صنع أيمن حادر أمين القوى: الزمام، وأيمن: رجل، وحادر: غليظ. والفوق: أعلى الفصائل، قال الفراء: أنشدني المفضل بيت الفرزدق:
ولكن وجدت السهم أهون فوقه عليك، فقد أودى دم أنت طالبه