وكونوا مع الصادقين، معناه كونوا صادقين، وقوله عز وجل:
إن مع العسر يسرا، معناه بعد العسر يسر، وقيل: إن بمعناها مع بسكون العين غير إن مع المتحركة تكون اسما وحرفا ومع الساكنة العين حرف لا غير، وأنشد سيبويه:
وريشي منكم وهواي معكم، وإن كانت زيارتكم لماما وحكى الكسائي عن ربيعة وغنم أنهم يسكنون العين من مع فيقولون معكم ومعنا، قال: فإذا جاءت الألف واللام وألف الوصل اختلفوا فيها، فبعضهم يفتح العين وبعضهم يكسرها، فيقولون مع القوم ومع ابنك، وبعضهم يقول مع القوم ومع ابنك، أما من فتح العين مع الألف واللام فإنه بناه على قولك كنا معا ونحن معا، فلما جعلها حرفا وأخرجها من الاسم حذف الألف وترك العين على فتحها فقال: مع القوم ومع ابنك، قال: وهو كلام عامة العرب، يعني فتح العين مع الألف واللام ومع ألف الوصل، قال:
وأما من سكن فقال معكم ثم كسر عند ألف الوصل فإنه أخرجه مخرج الأدوات، مثل هل وبل وقد وكم، فقال: مع القوم كقولك: كم القوم وبل القوم، وقد ينون فيقال جاؤوني معا، قال ابن بري: معا تستعمل للاثنين فصاعدا، يقال: هم معا قيام وهن معا قيام، قال أسامة بن الحرث الهذلي:
فسامونا الهدانة من قريب، وهن معا قيام كالشجوب والهدانة: الموادعة، وقال آخر:
لا ترتجى حين تلاقي الذائدا، أسبعة لاقت معا أم واحدا؟
وإذا أكثر الجل من وقول مع قيل: هو يمعمع معمعة. قال: ودرهم معمعي كتب عليه مع مع، وقوله:
تغلغل حب عثمة في فؤادي، فباديه مع الخافي يسير أراد فباديه مضموما إلى خافيه يسير، وذلك أنه لما وصف الحب بالتغلغل إنما ذلك وصف يخص الجواهر لا الأحداث، ألا تر أن المتغلغل في الشئ لا بد أن يتجاوز مكانا إلى آخر؟ وذلك تفريغ مكان وشغل مكان، وهذه أوصاف تخص في الحقيقة الأعيان لا الأحداث، فأما التشبيه فلأنه شبه ما لا ينتقل ولا يزول بما ينتقل ويزول، وأما المبالغة والتواليد فإنه أخرجه عن ضعف العرضية إلى قوة الجوهرية. وجئت من معهم أي من عندهم.
* مقع: المقع: أشد الشرب. ومقع الفصيل أمه يمقعها مقعا وامتقعها: رضعها بشدة، وهو أن يشرب ما في ضرعها.
وامتقع الفصيل ما في ضرع أمه إذا شرب ما فيه أجمع، وكذلك امتقه وامتكه. ومقع فلان بسوءة مقعا: رمي بها. ويقال:
مقعته بشر ولقعته معناه إذا رميته به.
ويقال: امتقع لونه إذا تغير من حزن أو فزع، وكذلك انتقع، بالنون، وابتقع، بالباء، والميم أجود، وزعم يعقوب أن ميم امتقع بدل من نون انتقع.
* ملع: الملع: الذهاب في الأرض، وقيل الطلب، وقيل السرعة والخفة، وقيل شدة السير، وقيل العدو الشديد، وقيل فوق المشي دون الخبب، وقيل هو السير السريع الخفيف، ملع يملع ملعا