لسان العرب - ابن منظور - ج ٨ - الصفحة ٢٦
وهو يريغ أن يغالبه، فإذا ظفر بما حاوله قيل: باع فلان على بيع فلان، ومثله: شق فلان غبار فلان. وقال غيره: يقال باع فلان على بيعك أي قام مقامك في المنزلة والرفعة، ويقال: ما باع على بيعك أحد أي لم يساوك أحد، وتزوج يزيد بن معاوية، رضي الله عنه، أم مسكين بنت عمرو على أم هاشم (* قوله على أم هاشم عبارة شارح القاموس: على أم خالد بنت أبي هاشم، ثم قال في الشعر: ما لك أم خالد.) فقال لها:
ما لك أم هاشم تبكين؟
من قدر حل بكم تضجين؟
باعت على بيعك أم مسكين، ميمونة من نسوة ميامين وفي الحديث: نهى عن بيعتين في بيعة، وهو أن يقول: بعتك هذا الثوب نقدا بعشرة، ونسيئة بخمسة عشر، فلا يجوز لأنه لا يدري أيهما الثمن الذي يختاره ليقع عليه العقد، ومن صوره أن تقول:
بعتك هذا بعشرين على أن تبيعني ثوبك بعشرة فلا يصح للشرط الذي فيه ولأنه يسقط بسقوطه بعض الثمن فيصير الباقي مجهولا، وقد نهي عن بيع وشرط وبيع وسلف، وهما هذان الوجهان. وأما ما ورد في حديث المزارعة: نهى عن بيع الأرض، قال ابن الأثير أي كرائها. وفي حديث آخر:
لا تبيعوها أي لا تكروها.
والبيعة: الصفقة على إيجاب البيع وعلى المبايعة والطاعة.
والبيعة: المبايعة والطاعة. وقد تبايعوا على الأمر: كقولك أصفقوا عليه، وبايعه عليه مبايعة: عاهده. وبايعته من البيع والبيعة جميعا، والتبايع مثله. وفي الحديث أنه قال: ألا تبايعوني على الإسلام؟ هو عبارة عن المعاقدة والمعاهدة كأن كل واحد منهما باع ما عنده من صاحبه وأعطاه خالصة نفسه وطاعته ودخيلة أمره، وقد تكرر ذكرها في الحديث.
والبيعة: بالكسر: كنيسة النصارى، وقيل: كنيسة اليهود، والجمع بيع، وهو قوله تعالى: وبيع وصلوات ومساجد، قال الأزهري: فإن قال قائل فلم جعل الله هدمها من الفساد وجعلها كالمساجد وقد جاء الكتاب العزيز بنسخ شريعة النصارى واليهود؟ فالجواب في ذلك أن البيع والصوامع كانت متعبدات لهم إذ كانوا مستقيمين على ما أمروا به غير مبدلين ولا مغيرين، فأخبر الله، جل ثناؤه، أن لولا دفعه الناس عن الفساد ببعض الناس لهدمت متعبدات كل فريق من أهل دينه وطاعته في كل زمان، فبدأ بذكر البيع على المساجد لأن صلوات من تقدم من أنبياء بني إسرائيل وأممهم كانت فيها قبل نزول الفرقان وقبل تبديل من بدل، وأحدثت المساجد وسميت بهذا الاسم بعدهم فبدأ جل ثناؤه بذكر الأقدم وأخر ذكر الأحدث لهذا المعنى.
ونبايع، بغير همز: موضع، قال أبو ذؤيب:
وكأنها بالجزع جزع نبايع، وأولات ذي العرجاء، نهب مجمع قال ابن جني: هو فعل منقول وزنه نفاعل كنضارب ونحوه إلا أنه سمي به مجردا من ضميره، فلذلك أعرب ولم يحك، ولو كان فيه ضميره لم يقع في هذا الموضع لأنه كان يلزم حكايته إن كان جملة كذرى حبا وتأبط شرا، فكان ذلك يكسر وزن البيت
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف العين فصل الألف 3
2 فصل الباء 4
3 فصل التاء 27
4 فصل الثاء 39
5 فصل الجيم 40
6 فصل الحاء 62
7 فصل الخاء 62
8 فصل الدال المهملة 81
9 فصل الذال المعجمة 93
10 فصل الراء 99
11 فصل الزاي 140
12 فصل السين المهملة 145
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 192
15 فصل الضاد المعجمة 216
16 فصل الطاء المهملة 232
17 فصل الظاء المعجمة 243
18 فصل العين المهملة 245
19 فصل الفاء 245
20 فصل القاف 258
21 فصل الكاف 305
22 فصل اللام 317
23 فصل الميم 328
24 فصل النون 345
25 فصل الهاء 365
26 فصل الواو 379
27 فصل الياء 412
28 حرف الغين فصل الألف 417
29 فصل الباء الموحدة 417
30 فصل التاء المثناة 422
31 فصل التاء المثلثة 423
32 فصل الدال المهملة 424
33 فصل الذال المعجمة 425
34 فصل الراء المهملة 426
35 فصل الزاي 431
36 فصل السين المهملة 432
37 فصل الشين المعجمة 436
38 فصل الصاد المهملة 437
39 فصل الضاد المعجمة 443
40 فصل الطاء المهملة 443
41 فصل الظاء المعجمة 444
42 فصل الغين المعجمة 444
43 فصل الفاء 444
44 فصل اللام 448
45 فصل الميم 449
46 فصل النون 452
47 فصل الهاء 457
48 فصل الواو 458