أنه، صلى الله عليه وسلم، قال: يجئ كنز أحدهم يوم القيامة شجاعا أقرع، وأنشد الأحمر: قد سالم الحيات منه القدما، الأفعوان والشجاع الشجعما نصب الشجاع والأفعوان بمعنى الكلام لأن الحيات إذا سالمت القدم فقد سالمها القدم فكأنه قال سالم القدم الحيات، ثم جعل الأفعوان بدلا منها.
ومشجعة وشجاع: اسمان. وبنو شجع: بطن من عذرة. وشجع:
قبيلة من كنانة، وقيل: إن في كلب بطنا يقال لهم بنو شجع، بفتح الشين، قال أبو خراش:
غداة دعا بني شجع، وولى يؤم الخطم، لا يدعو مجيبا وفي الأزد بنو شجاعة. وأشجع: قبيلة من غطفان، وأشجع: في قيس.
* شرع: شرع الوارد يشرع شرعا وشروعا: تناول الماء بفيه.
وشرعت الدواب في الماء تشرع شرعا وشروعا أي دخلت.
ودواب شروع وشرع: شرعت نحو الماء. والشريعة والشراع والمشرعة: المواضع التي ينحدر إلى الماء منها، قال الليث: وبها سمي ما شرع الله للعباد شريعة من الصوم والصلاة والحج والنكاح وغيره.
والشرعة والشريعة في كلام العرب: مشرعة الماء وهي مورد الشاربة التي يشرعها الناس فيشربون منها ويستقون، وربما شرعوها دوابهم حتى تشرعها وتشرب منها، والعرب لا تسميها شريعة حتى يكون الماء عدا لا انقطاع له، ويكون ظاهرا معينا لا يسقى بالرشاء، وإذا كان من السماء والأمطار فهو الكرع، وقد أكرعوه إبلهم فكرعت فيه وسقوها بالكرع وهو مذكور في موضعه. وشرع إبله وشرعها: أوردها شريعة الماء فشربت ولم يستق لها. وفي المثل: أهون السقي التشريع، وذلك لأن مورد الإبل إذا ورد بها الشريعة لم يتعب في إسقاء الماء لها كما يتعب إذا كان الماء بعيدا، ورفع إلى علي، رضي الله عنه، أمر رجل سافر مع أصحاب له فلم يرجع حين قفلوا إلى أهاليهم، فاتهم أهله أصحابه فرفعوهم إلى شريح، فسأل الأولياء البينة فعجزوا عن إقامتها وأخبروا عليا بحكم شريح فتمثل بقوله:
أوردها سعد، وسعد مشتمل، يا سعد لا تروى بهذاك الإبل (* ويروى: ما هكذا تورد، يا سعد، الإبل.) ثم قال: إن أهون السقي التشريع، ثم فرق بينهم وسألهم واحدا واحدا، فاعترفوا بقتله فقتلهم به، أراد علي: أن هذا الذي فعله كان يسيرا هينا وكان نوله أن يحتاط ويمتحن بأيسر ما يحتاط في الدماء كما أن أهون السقي للإبل تشريعها الماء، وهو أن يورد رب الإبل إبله شريعة لا تحتاج مع ظهور مائها إلى نزع بالعلق من البئر ولا حثي في الحوض، أراد أن الذي فعله شريح من طلب البينة كان هينا فأتى الأهون وترك الأحوط كما أن أهون السقي التشريع. وإبل شروع، وقد شرعت الماء فشربت، قال الشماخ:
يسد به نوائب تعتريه من الأيام كالنهل الشروع وشرعت في هذا الأمر شروعا أي خضت. وأشرع يده في المطهرة إذا أدخلها فيها إشراعا. قال: وشرعت فيها وشرعت الإبل الماء وأشرعناها.