لسان العرب - ابن منظور - ج ٨ - الصفحة ١٧٢
أشبعته حتى الكلام يشبع فتوفر حروفه وتقول: شبعت من هذا الأمر ورويت إذا كرهته، وهما على الاستعارة.
وتشبع الرجل: تزين بما ليس عنده. وفي الحديث: المتشبع بما لا يملك كلابس ثوبي زور أي المتكثر بأكثر مما عنده يتجمل بذلك كالذي يري أنه شبعان وليس كذلك، ومن فعله فإنما يسخر من نفسه، وهو من أفعال ذوي الزور بل هو في نفسه زور وكذب، ومعنى ثوبي زور أن يعمد إلى الكمين فيوصل بهما كمان آخران فمن نظر إليهما ظنهما ثوبين. والمتشبع: المتزين بأكثر مما عنده يتكثر بذلك ويتزين بالباطل، كالمرأة تكون للرجل ولها ضرائر فتتشبع بما تدعي من الحظوة عند زوجها بأكثر مما عنده لها تريد بذلك غيظ جارتها وإدخال الأذى عليها، وكذلك هذا في الرجال.
والإشباع في القوافي: حركة الدخيل، وهو الحرف الذي بعد التأسيس ككسرة الصاد من قوله:
كليني لهم، يا أميمة، ناصب (* قوله يا أميمة في شرح الديوان: ونصب أميمة لأنه يرى الترخيم فأقحم الهاء مثل يا تيم تيم عدي إنما أراد يا تيم عدي فأقحم الثاني، قال الخليل من عادة العرب ان تنادي المؤنث بالترخيم فلما لم يرخم أجراها على لفظها مرخمة فأتى بها بالفتح، قال الوزير: والأحسن أن ينشد بالرفع.) وقيل: إنما ذلك إذا كان الروي ساكنا ككسرة الجيم من قوله:
كنعاج وجرة ساقهن ن إلى ظلال الصيف ناجر وقيل: الإشباع اختلاف تلك الحركة إذا كان الروي مقيدا كقول الحطيئة في هذه القصيدة:
الواهب المائة الصفا يا، فوقها وبر مظاهر بفتح الهاء، وقال الأخفش: الإشباع حركة الحرف الذي بين التأسيس والروي المطلق نحو قوله:
يزيد يغض الطرف دوني، كأنما زوى بين عينيه علي المحاجم كسرة الجيم هي الإشباع، وقد أكثر منها العرب في كثير من أشعارها، ولا يجوز أن يجمع فتح مع كسر ولا ضم، ولا مع كسر ضم، لأن ذلك لم يقل إلا قليلا، قال: وقد كان الخليل يجيز هذا ولا يجيز التوجيه، والتوجيه قد جمعته العرب وأكثرت من جمعه، وهذا لم يقل إلا شاذا فهذا أحرى أن لا يجوز، وقال ابن جني: سمي بذلك من قبل أنه ليس قبل الروي حرف مسمى إلا ساكنا أعني التأسيس والردف، فلما جاء الدخيل محركا مخالفا للتأسيس والردف صارت الحركة فيه كالإشباع له، وذلك لزيادة المتحرك على الساكن لاعتماده بالحركة وتمكنه بها.
* شبدع: الشبدعة: العقرب، بالكسر، والدال غير معجمة. والشبادع:
العقارب. والشبدع: اللسان تشبيها بها. وفي الحديث: من عض على شبدعه سلم من الآثام، قال الأزهري: أي لسانه يعني سكت ولم يخض مع الخائضين ولم يلسع به الناس لأن العاض على لسانه لا يتكلم. ابن الأعرابي: ألقيت عليهم شبدعا وشبدعا أي داهية، قال:
وأصله للعقرب. ابن بري: الشبادع الدواهي، قال معن بن أوس:
إذا الناس ناس والعباد بقوة، وإذ نحن لم تدبب إلينا الشبادع
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف العين فصل الألف 3
2 فصل الباء 4
3 فصل التاء 27
4 فصل الثاء 39
5 فصل الجيم 40
6 فصل الحاء 62
7 فصل الخاء 62
8 فصل الدال المهملة 81
9 فصل الذال المعجمة 93
10 فصل الراء 99
11 فصل الزاي 140
12 فصل السين المهملة 145
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 192
15 فصل الضاد المعجمة 216
16 فصل الطاء المهملة 232
17 فصل الظاء المعجمة 243
18 فصل العين المهملة 245
19 فصل الفاء 245
20 فصل القاف 258
21 فصل الكاف 305
22 فصل اللام 317
23 فصل الميم 328
24 فصل النون 345
25 فصل الهاء 365
26 فصل الواو 379
27 فصل الياء 412
28 حرف الغين فصل الألف 417
29 فصل الباء الموحدة 417
30 فصل التاء المثناة 422
31 فصل التاء المثلثة 423
32 فصل الدال المهملة 424
33 فصل الذال المعجمة 425
34 فصل الراء المهملة 426
35 فصل الزاي 431
36 فصل السين المهملة 432
37 فصل الشين المعجمة 436
38 فصل الصاد المهملة 437
39 فصل الضاد المعجمة 443
40 فصل الطاء المهملة 443
41 فصل الظاء المعجمة 444
42 فصل الغين المعجمة 444
43 فصل الفاء 444
44 فصل اللام 448
45 فصل الميم 449
46 فصل النون 452
47 فصل الهاء 457
48 فصل الواو 458