أدخل الهاء أراد الفعل وجعله نعتا، وإذا لم يدخل الهاء أراد الاسم، واستعار أبو ذؤيب المراضيع للنحل فقال:
تظل على الثمراء منها جوارس، مراضيع صهب الريش، زغب رقابها والرضع: صغار النحل، واحدتها رضعة. وفي التنزيل: يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت، اختلف النحويون في دخول الهاء في المرضعة فقال الفراء: المرضعة والمرضع التي معها صبي ترضعه، قال: ولو قيل في الأم مرضع لأن الرضاع لا يكون إلا من الإناث كما قالوا امرأة حائض وطامث كان وجها، قال: ولو قيل في التي معها صبي مرضعة كان صوابا، وقال الأخفش: أدخل الهاء في المرضعة لأنه أراد، والله أعلم، الفعل ولو أراد الصفة لقال مرضع، وقال أبو زيد:
المرضعة التي ترضع وثديها في ولدها، وعليه قوله: تذهل كل مرضعة، قال:
وكل مرضعة كل أم. قال: والمرضع التي دنا لها أن ترضع ولم ترضع بعد. والمرضع: التي معها الصبي الرضيع. وقال الخليل: امرأة مرضع ذات رضيع كما يقال امرأة مطفل ذات طفل، بلا هاء، لأنك تصفها بفعل منها واقع أو لازم، فإذا وصفتها بفعل هي تفعله قلت مفعلة كقوله تعالى: تذهل كل مرضعة عما أرضعت، وصفها بالفعل فأدخل الهاء في نعتها، ولو وصفها بأن معها رضيعا قال: كل مرضع. قال ابن بري: أما مرضع فهو على النسب أي ذات رضيع كما تقول ظبية مشدن أي ذات شادن، وعليه قول امرئ القيس:
فمثلك حبلى، قد طرقت، ومرضع فهذا على النسب وليس جاريا على الفعل كما تقول: رجل دارع وتارس، معه درع وترس، ولا يقال منه درع ولا ترس، فلذلك يقدر في مرضع أنه ليس بجار على الفعل وإن كان قد استعمل منه الفعل، وقد يجئ مرضع على معنى ذات إرضاع أي لها لبن وإن لم يكن لها رضيع، وجمع المرضع مراضع، قال سبحانه: وحرمنا عليه المراضع من قبل، وقال الهذلي:
ويأوي إلى نسوة عطل، وشعث مراضيع مثل السعالي والرضوعة: التي ترضع ولدها، وخص أبو عبيد به الشاة.
ورضع الرجل يرضع رضاعة، فهو رضيع راضع أي لئيم، والجمع الراضعون. ولئيم راضع: يرضع الإبل والغنم من ضروعها بغير إناء من لؤمه إذا نزل به ضيف، لئلا يسمع صوت الشخب فيطلب اللبن، وقيل: هو الذي رضع اللؤم من ثدي أمه، يريد أنه ولد في اللؤم، وقيل: هو الذي يأكل خلالته شرها من لؤمه حتى لا يفوته شئ. ابن الأعرابي: الراضع والرضيع الخسيس من الأعراب الذي إذا نزل به الضيف رضع بفيه شاته لئلا يسمعه الضيف، يقال منه: رضع يرضع رضاعة، وقيل ذلك لكل لئيم إذا أرادوا توكيد لؤمه والمبالغة في ذمه كأنه كالشئ يطبع عليه، والاسم الرضع والرضع، وقيل: الراضع الذي يرضع الشاة أو الناقة قبل أن يحلبها من جشعه، وقيل: الراضع الذي لا يمسك معه محلبا، فإذا سئل اللبن اعتل بأنه لا محلب له، وإذا أراد الشرب رضع حلوبته. وفي حديث أبي ميسرة، رضي الله عنه: لو رأيت رجلا يرضع فسخرت منه خشيت أن أكون مثله، أي يرضع الغنم من ضروعها ولا