لسان العرب - ابن منظور - ج ٨ - الصفحة ١٢٧
أدخل الهاء أراد الفعل وجعله نعتا، وإذا لم يدخل الهاء أراد الاسم، واستعار أبو ذؤيب المراضيع للنحل فقال:
تظل على الثمراء منها جوارس، مراضيع صهب الريش، زغب رقابها والرضع: صغار النحل، واحدتها رضعة. وفي التنزيل: يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت، اختلف النحويون في دخول الهاء في المرضعة فقال الفراء: المرضعة والمرضع التي معها صبي ترضعه، قال: ولو قيل في الأم مرضع لأن الرضاع لا يكون إلا من الإناث كما قالوا امرأة حائض وطامث كان وجها، قال: ولو قيل في التي معها صبي مرضعة كان صوابا، وقال الأخفش: أدخل الهاء في المرضعة لأنه أراد، والله أعلم، الفعل ولو أراد الصفة لقال مرضع، وقال أبو زيد:
المرضعة التي ترضع وثديها في ولدها، وعليه قوله: تذهل كل مرضعة، قال:
وكل مرضعة كل أم. قال: والمرضع التي دنا لها أن ترضع ولم ترضع بعد. والمرضع: التي معها الصبي الرضيع. وقال الخليل: امرأة مرضع ذات رضيع كما يقال امرأة مطفل ذات طفل، بلا هاء، لأنك تصفها بفعل منها واقع أو لازم، فإذا وصفتها بفعل هي تفعله قلت مفعلة كقوله تعالى: تذهل كل مرضعة عما أرضعت، وصفها بالفعل فأدخل الهاء في نعتها، ولو وصفها بأن معها رضيعا قال: كل مرضع. قال ابن بري: أما مرضع فهو على النسب أي ذات رضيع كما تقول ظبية مشدن أي ذات شادن، وعليه قول امرئ القيس:
فمثلك حبلى، قد طرقت، ومرضع فهذا على النسب وليس جاريا على الفعل كما تقول: رجل دارع وتارس، معه درع وترس، ولا يقال منه درع ولا ترس، فلذلك يقدر في مرضع أنه ليس بجار على الفعل وإن كان قد استعمل منه الفعل، وقد يجئ مرضع على معنى ذات إرضاع أي لها لبن وإن لم يكن لها رضيع، وجمع المرضع مراضع، قال سبحانه: وحرمنا عليه المراضع من قبل، وقال الهذلي:
ويأوي إلى نسوة عطل، وشعث مراضيع مثل السعالي والرضوعة: التي ترضع ولدها، وخص أبو عبيد به الشاة.
ورضع الرجل يرضع رضاعة، فهو رضيع راضع أي لئيم، والجمع الراضعون. ولئيم راضع: يرضع الإبل والغنم من ضروعها بغير إناء من لؤمه إذا نزل به ضيف، لئلا يسمع صوت الشخب فيطلب اللبن، وقيل: هو الذي رضع اللؤم من ثدي أمه، يريد أنه ولد في اللؤم، وقيل: هو الذي يأكل خلالته شرها من لؤمه حتى لا يفوته شئ. ابن الأعرابي: الراضع والرضيع الخسيس من الأعراب الذي إذا نزل به الضيف رضع بفيه شاته لئلا يسمعه الضيف، يقال منه: رضع يرضع رضاعة، وقيل ذلك لكل لئيم إذا أرادوا توكيد لؤمه والمبالغة في ذمه كأنه كالشئ يطبع عليه، والاسم الرضع والرضع، وقيل: الراضع الذي يرضع الشاة أو الناقة قبل أن يحلبها من جشعه، وقيل: الراضع الذي لا يمسك معه محلبا، فإذا سئل اللبن اعتل بأنه لا محلب له، وإذا أراد الشرب رضع حلوبته. وفي حديث أبي ميسرة، رضي الله عنه: لو رأيت رجلا يرضع فسخرت منه خشيت أن أكون مثله، أي يرضع الغنم من ضروعها ولا
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف العين فصل الألف 3
2 فصل الباء 4
3 فصل التاء 27
4 فصل الثاء 39
5 فصل الجيم 40
6 فصل الحاء 62
7 فصل الخاء 62
8 فصل الدال المهملة 81
9 فصل الذال المعجمة 93
10 فصل الراء 99
11 فصل الزاي 140
12 فصل السين المهملة 145
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 192
15 فصل الضاد المعجمة 216
16 فصل الطاء المهملة 232
17 فصل الظاء المعجمة 243
18 فصل العين المهملة 245
19 فصل الفاء 245
20 فصل القاف 258
21 فصل الكاف 305
22 فصل اللام 317
23 فصل الميم 328
24 فصل النون 345
25 فصل الهاء 365
26 فصل الواو 379
27 فصل الياء 412
28 حرف الغين فصل الألف 417
29 فصل الباء الموحدة 417
30 فصل التاء المثناة 422
31 فصل التاء المثلثة 423
32 فصل الدال المهملة 424
33 فصل الذال المعجمة 425
34 فصل الراء المهملة 426
35 فصل الزاي 431
36 فصل السين المهملة 432
37 فصل الشين المعجمة 436
38 فصل الصاد المهملة 437
39 فصل الضاد المعجمة 443
40 فصل الطاء المهملة 443
41 فصل الظاء المعجمة 444
42 فصل الغين المعجمة 444
43 فصل الفاء 444
44 فصل اللام 448
45 فصل الميم 449
46 فصل النون 452
47 فصل الهاء 457
48 فصل الواو 458